إنه يجب علينا معرفة هذا الإسلام، ومعرفة ما يضاده ويناقضه ويفسده، حتى
نكون على حذر مما يفسد ديننا ويخل بعقيدتنا.
وإن رأس الإسلام، وأساس الإسلام هو: العقيدة الصحيحة، شهادة أن لا إله إلا
الله، وأن محمدًا رسول الله، نطقًا وعملاً واعتقادًا، فالإسلام هو: شهادة أن لا
إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة، وصوم رمضان، وحج
بيت الله الحرام من استطاع إليه سبيلاً هذا هو الإسلام وهذا أساسه الذي يقوم عليه،
فأساس الإسلام العقيدة الصحيحة السليمة من الشرك والبدع والمحدثات، وأداء
الواجبات، وترك المحرمات.
ونواقض الإسلام ومفسداته كثيرة، ومنها ما يتساهل فيه الناس، أو يجهلونه ويقعون فيه؛ لأنهم لا يعرفونه، ومن
لا يعرف الشر يقع فيه.
فمن ذلك: أن ممن يدعون الإسلام ويصلون ويصومون ويتقربون إلى الله، يخلطون
عملهم بشرك، فيدعون غير الله، يدعون أصحاب القبور والموتى والأولياء الصالحين،
ويعكفون على قبورهم، ويذبحون لهم، وينذرون لهم، ويستغيثون بهم، وهؤلاء لا حظ لهم
في الإسلام، وما يعملونه من أعمال صالحة فإنها حابطة لا تنفعهم شيئًا عند الله،
لأن الشرك يحبط الأعمال، وتصبح الأعمال لا قيمة لها مع الشرك، مهما أتعب الإنسان
نفسه فيها، فهؤلاء ليسوا بمسلمين، ما دام أنهم يدعون غير الله، ويتقربون إلى غير
الله بأنواع العبادات وإن كانوا يقولون: لا إله إلا الله، محمد رسول الله، وإن
كانوا يصلون ويزكون ويحجون ويصومون ويتصدقون ويعتمرون، فأعمالهم هباء منثور،
والعياذ بالله؛ لأنها لم تبن على أساس صحيح.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد