ومن الناس: من يدعي الإسلام، ويصلي
ويصوم ويتقرب بالعبادات، ولكنه يذهب إلى السحرة وإلى الكهان والمنجمين والمشعوذين؛
بحجة أنه يتعالج عندهم، فيذهب إليهم ويسألهم ويصدقهم بما يقولون، وهذا عمل مبطل
للإسلام، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَتَى كَاهِنًا أَوْ عَرَّافًا
فَصَدَّقَهُ بِمَا يَقُولُ فَقَدْ كَفَرَ بِمَا أُنْزِلَ عَلَى مُحَمَّدٍ صلى الله
عليه وسلم » ([1])، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ أَتَى عَرَّافًا لَمْ تُقْبَلْ مِنْهُ
صَلاَةٌ أَرْبَعِينَ يَوْمًا» ([2])، وهذا مما يتساهل فيه هؤلاء؛ بحجة أنهم مرضى، وأن هؤلاء يعالجون، فيذهبون
إليهم، وهم يعلمون أنهم كهان، وأنهم سحرة، وأنهم مشعوذون، ودجالون، يعلمون هذا،
ولكن يقولون: نحن نريد العلاج.
والعلاج لم يجعله الله فيما حرم على عباده، الله جل وعلا ما أنزل داء إ لا
أنزل له شفاء، فأنزل الداء وأنزل الشفاء، فالواجب أن يتعالج المسلم بما أباح الله
سبحانه، من الأدوية النافعة المباحة، ويتجنب الأدوية المحرمة، فلا يتعالج بحرام،
ولا يتعالج بنجس، ولا يتعالج بتصديق الكهنة والسحرة والمشعوذين.
وأعظم من ذلك: أنهم يأمرون من يأتونهم فيذبحون لغير الله، فيقولون له: اذبح شاة -أو خروفًا- صفتها كذا وكذا، أو: اذبح دجاجة، ولا تذكر اسم الله عليها، أو: اذبحها في مكان كذا وكذا، تقربًا إلى الشيطان، وإلى الجن، حتى تُشفى من مرضك فيعمل هذا بما يقولون، ويذبح لغير الله، ويشرك بالله الشرك الأكبر، ويعالج بدنه -بزعمه- بفساد عقيدته، بكفره بالله عز وجل وشركه، ويبيع دينه بأسهل ما يمكن، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
([1]) أخرجه: أحمد رقم (9536)، والطيالسي رقم (381)، وأبو يعلى رقم (5408).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد