ومنهم من يتصل على السحرة والمشعوذين في أي مكان بواسطة التليفون، ويذكر لهم
ما فيه من المرض، فيسألونه عن اسم أمه واسم أبيه، ويطلبون منه أن يرسل لهم مبلغًا
من النقود في مقابل العلاج، كما يزعمون ويطلبون منه أن يرسل إليهم شيئًا من ثيابه
أو ملابسه، فيمتثل ما يقولون، ويطيعهم في معصية الله عز وجل، وهو يعلم أنهم سحرة،
وأنهم مشعوذون، وربما يقول: هذا من باب الضرورة، هل ليس هناك علاج مباح؟ وهل
الضرورة تبيح لك أن تكفر بالله عز وجل، وأن تشرك بالله؟ قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ
تُشْرِكُ بِاللهِ وَإِنْ قُتِلْت أو حُرِّقت» ([1]).
فلا يجوز الشرك بالله عز وجل، ولا يجوز الكفر وصرف العبادة لغير الله عز
وجل، فلا يجوز تصديق السحرة والكهان والمنجمين والمشعوذين، فهذا الذي فعل هذه
الأفاعيل قد باع دينه، والعياذ بالله، وأفسد عقيدته. ثم ماذا لو ابتلي وشُفي من
مرضه، وعاش على غير عقيدة وعلى غير دين؟ فماذا يفيده هذا العلاج الذي باع به دينه؟
والعياذ بالله، ولو شُفي ابتلاًء وامتحانًا، فإنه قد باع دينه وباع عقيدته، فليتق
الله كل مسلم يعلم أنه سيلقى الله سبحانه وتعالى اليوم أو غدًا أو عما قريب، وهو
مشرك أو كافر به، ولا حول ولا قوة إلا بالله، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ
مَاتَ وَهُوَ لاَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ الْجَنَّةَ، وَمَنْ مَاتَ
وَهُوَ يُشْرِكُ بِاللهِ شَيْئًا دَخَلَ النَّارَ» ([2]).
إن الله قد أغنانا بحلاله عن حرامه، وبفضله عمن سواه، فجعل لنا أسبابًا مباحة نتعالج بها، من الأدوية النافعة، والأدوية المباحة، وأنزل علينا القرآن العظيم نتعالج به ونرقي به أنفسنا، فعلينا أن نستعمل
([1]) أخرجه: البخاري في « الأدب المفرد » رقم (18)، وعبد بن حميد رقم (1594).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد