أَوۡ
مَعۡرُوفٍ أَوۡ إِصۡلَٰحِۢ بَيۡنَ ٱلنَّاسِۚ﴾ [النساء: 114]، وقال تعالى: ﴿فَٱتَّقُواْ ٱللَّهَ
وَأَصۡلِحُواْ ذَاتَ بَيۡنِكُمۡۖ﴾ [الأنفال: 1]، والإصلاح معناه: تسوية النزاع، وإعادة المحبة بين المسلمين،
والإنصاف بين المتخاصمين، وقد عد النبي صلى الله عليه وسلم الإصلاح بين المسلمين
صدقة من الصدقات، فالواجب على المسلمين إذا بلغهم عن أحد من إخوانهم نزاع أو خصام
أو نفرة فيما بينهم، أن يصلحوا بينهم، وأن يسووا النزاع بينهم، وأن يعدلوا بينهم؛
حتى تعود الأخوة بين المسلمين، وحتى لا يتصدع بناء المسلمين، وحتى لا تسنح الفرصة
للمفسدين من شياطين الإنس والجن، الذين يريدون تفريق كلمة المسلمين، وإشاعة
البغضاء بينهم.
وكذلك من حقوق المسلمين بعضهم على بعض: الصدق في المعاملة، أن يتعاملوا بصدق، فلا يكذبوا، ولا يخدعوا، ولا يغشوا في بيعهم وشراءهم. إنما يكون بيعهم وشراؤهم بيع المسلم لأخيه المسلم مبنيًا على النصح، فلا يكتم العيوب التي في السلع ولا يدلسها، ولا يكذب في أثمانها وأسعارها، وإنما يقول الصدق في ذلك، والصدق منجاة، قال صلى الله عليه وسلم:: «إِذَا تَبَايَعَ الْمُسْلِمَانِ فَهُمَا بِالْخِيَارِ، فَإِنْ صَدَقَا وَبَيَّنَا بُورِكَ لَهُمَا فِي بَيْعِهِمَا، وَإِنْ كَذَبَا وَكَتَمَا مُحِقَتْ بَرَكَةُ بَيْعِهِمَا» ([1])، ومَرَّ صلى الله عليه وسلم عَلَى بَائع طَعَامٍ، فَأَدْخَلَ صلى الله عليه وسلم يَدَهُ فِيه، فَوجدَ فِي أَسْفَلِهِ بَلَلاً، فَقَالَ: «مَا هَذَا يَا صَاحِبَ الطَّعَامِ؟» قَالَ: أَصَابَتْهُ السَّمَاء يَا رَسُولَ اللهِ -يعني: المطر-، قَالَ: «أفَلا جَعَلْتَهُ فوق الطَّعَامِ حَتَّى يَرَاهُ النَّاسُ، مَنْ غَشَّنَا فَلَيْسَ مِنَّا» ([2]).
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1973)، ومسلم رقم (1532).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد