وكذلك: من حق المسلم على أخيه المسلم: الدعاء له بالخير، والدعاء له
بالمغفرة، والدعاء له بما يصلح دينه ودنياه، قال الله سبحانه وتعالى لنبيه صلى
الله عليه وسلم: ﴿وَٱسۡتَغۡفِرۡ
لِذَنۢبِكَ وَلِلۡمُؤۡمِنِينَ وَٱلۡمُؤۡمِنَٰتِۗ﴾ [محمد: 19]، وقال تعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ
جَآءُو مِنۢ بَعۡدِهِمۡ يَقُولُونَ رَبَّنَا ٱغۡفِرۡ لَنَا وَلِإِخۡوَٰنِنَا ٱلَّذِينَ
سَبَقُونَا بِٱلۡإِيمَٰنِ وَلَا تَجۡعَلۡ فِي قُلُوبِنَا غِلّٗا لِّلَّذِينَ
ءَامَنُواْ رَبَّنَآ إِنَّكَ رَءُوفٞ رَّحِيمٌ﴾ [الحشر: 10]، وقال صلى الله عليه وسلم: «حَقُّ
الْمُسْلِمِ عَلَى الْمُسْلِمِ سِتٌّ: إِذَا لَقِيتَهُ فَسَلِّمْ عَلَيْهِ،
وَإِذَا دَعَاكَ فَأَجِبْهُ، وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ، وَإِذَا
عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَشَمِّتْهُ، وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ، وَإِذَا مَاتَ
فَاتَّبِعْهُ» ([1])، فهذه ستة حقوق من حقوق المسلم على أخيه المسلم:
الأول: إذا لقي المسلم أخاه
المسلم، فليبدأه بالسلام، والبداءة بالسلام سنة، وأما رد السلام فهو واجب، قال
تعالى: ﴿وَإِذَا حُيِّيتُم
بِتَحِيَّةٖ فَحَيُّواْ بِأَحۡسَنَ مِنۡهَآ أَوۡ رُدُّوهَآۗ﴾ [النساء: 86]، فالبداءة
بالسلام سنة مؤكدة، ورد السلام واجب، فعلى المسلمين أن يفشوا السلام بينهم، قال
عبد الله بن سلام رضي الله عنه، فيما سمعه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه يقول: «أَيُّهَا
النَّاسُ أَفْشُوا السَّلاَمَ وَأَطْعِمُوا الطَّعَامَ وَصِلُوا الأَْرْحَامَ
وَصَلُّوا بِاللَّيْلِ وَالنَّاسُ نِيَامٌ تَدْخُلُوا الْجَنَّةَ بِسَلاَمٍ» ([2])، فجعل إفشاء السلام مع إطعام الطعام؛ لما في ذلك من بث المحبة بين
المسلمين، وإزالة الوحشة بين المسلمين.
وهذا السلام فيه سر عظيم، إذا فشا بين المسلمين حصلت بينهم المحبة، وتعارف القلوب، وحصلت الألفة، وإذا لم يكن هناك إفشاء
([1]) أخرجه: مسلم رقم (2162).