للسلام حصلت النفرة، وحصل التدابر، فهذا السلام رابطة عظيمة بين قلوب المسلمين،
فعليهم أن يحرصوا على إفشائه بينهم، قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تَدْخُلُوا
الْجَنَّةَ حَتَّى تُؤْمِنُوا، وَلاَ تُؤْمِنُوا حَتَّى تَحَابُّوا، أَلاَ
أَدُلُّكُمْ عَلَى شَيْءٍ إِذَا فَعَلْتُمُوهُ تَحَابَبْتُمْ؟ أَفْشُوا السَّلاَمَ
بَيْنَكُمْ» ([1])، فجعل إفشاء السلام سببًا للمحبة بين المسلمين، وهذا يدل على أن عدم إفشاء
السلام يسبب البغضاء والنفرة بين المسلمين.
الثاني: قوله صلى الله عليه وسلم: «وَإِذَا
دَعَاكَ فَأَجِبْهُ» أي: إذا دعاك إلى وليمة، أو دعاك إلى حضور في مناسبة،
فعليك الإجابة، إلا إذا كان هناك عذر شرعي يمنعك من الحضور، أو يشق عليك الحضور،
فإنك تستأذن منه وتطيب خاطره، وإذا كان هناك منكر في الوليمة، أو في بعض
الاجتماعات، فإن كان عندك مقدرة على الإنكار وإزالة المنكر، وجب عليك الحضور
وإنكار المنكر، وإن لم يكن عندك مقدرة على إزالة المنكر، فإنك لا تحضره؛ لأن في
حضورك وعدم إنكارك له إقرار للمنكر.
الثالث: ثم قال صلى الله عليه وسلم: «وَإِذَا اسْتَنْصَحَكَ فَانْصَحْ لَهُ» أي: إذا استشارك في أمر من الأمور، وطلب منك الرأي السديد، فعليك أن تجتهد في نصيحته، سواء كان ذلك فيما يحبه أو فيما لا يحبه، فلا توافقه على ما يريد، بل إذا كنت تعلم أن هذا الأمر الذي استشارك فيه لا خير له فيه، فعليك أن تصارحه وأن تبين له عدم المضي في هذا الطريق، سواء استشارك في أمر زواج، أو استشارك في مشاركة شخص، أو استشارك في معاملة من المعاملات، أو غير ذلك من
([1]) أخرجه: مسلم رقم (54).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد