×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

 الأمور، عليك أن تخلص له النصيحة، وأن تدله على ما ترى فيه له الخير، عاجلاً وآجلاً، ولا تكتم عنه سرًا في ذلك، فإن هذا موجب النصيحة.

الرابع: قوله صلى الله عليه وسلم: «وَإِذَا عَطَسَ فَحَمِدَ اللهَ فَشَمِّتْهُ» العطاس نعمة من الله سبحانه وتعالى ؛ لأنه يفرغ ما في البدن من الهواء الضار فإذا عطس الإنسان فإن هذه نعمة يحمد الله عليها، فإذا حمد الله عليها فإنه يجب على من عنده أن يشمته، بأن يقول له: يرحمك الله، ثم يقول العاطس: يهديكم الله ويصلح بالكم، وهذا من أحسن ما يكون بين المسلمين، فتشميت العاطس إذا حمد الله واجب، أما إذا لم يحمد الله فإنك لا تشمته.

الخامس: قوله صلى الله عليه وسلم: «وَإِذَا مَرِضَ فَعُدْهُ» عيادة المريض زيارته وفيها خير كثير، لما فيها من الصلة بين المسلمين، ولما فيها من تطييب خاطر المريض، وتطييب خواطر أهله، ولما فيها من التوسعة على المريض وانشراح صدره؛ لأنه في هم من المرض، فإذا زاره أخوه وجلس عنده ودعا له، فإن ذلك يدخل عليه السرور، ويقوي فيه الرجاء بالله عز وجل.

ومن آداب زيارة المريض: أن تكون غِبًا أي: يومًا بعد يوم، فلا يزوره في كل يوم؛ لما في ذلك من المشقة عليه، إلا أن يكون المريض يحب ذلك منه، ومن آداب زيارة المريض: أن يدعو له بالشفاء وأن يطعمه في الشفاء، وأن يوسع عليه الأمر، حتى ينشرح صدره، فيدخل عليه السرور، ومن آداب زيارة المريض: أي: لا يطيل الجلوس عنده، بل يجلس عنده قليلاً، حتى لا يثقل عليه، إلا إذا كان المريض يؤثر أن يطيل الجلوس عنده، ويأنس به، فلا بأس بذلك.


الشرح