السادس: ثم قال صلى الله عليه وسلم:
«وَإِذَا مَاتَ فَاتَّبِعْهُ» أي: اتبع جنازته؛ لما في ذلك من الدعاء له
والاستغفار له، ولما في ذلك من تطييب خواطر أوليائه وأقاربه، ولما في ذلك من تعظيم
شأن المسلم الميت، وهذا من محاسن الإسلام، فمن حضر الجنازة وصلى عليها ودعا لها،
حصل له من الأجر قيراط، ومن صلى عليها ومشى معها حتى تدفن حصل له قيراطان، قيل: يا
رسول الله، وما القيراطان؟ قال صلى الله عليه وسلم: «مِثْلُ الْجَبَلَيْنِ
الْعَظِيمَيْنِ» ([1]).
فاتقوا الله عباد الله، وحافظوا على حقوق إخوانكم ﴿وَتَعَاوَنُواْ
عَلَى ٱلۡبِرِّ وَٱلتَّقۡوَىٰۖ وَلَا تَعَاوَنُواْ عَلَى ٱلۡإِثۡمِ وَٱلۡعُدۡوَٰنِۚ
وَٱتَّقُواْ ٱللَّهَۖ إِنَّ ٱللَّهَ شَدِيدُ ٱلۡعِقَابِ﴾ [المائدة: 2].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1261)، ومسلم رقم (945).
الصفحة 7 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد