لأنه يذهب بالعقل، ويخبل الإنسان، ويجعله أحط من البهائم، ويتصرف تصرفات لا
تليق بالخنازير ولا بالكلاب، وقد يقع على أخته وأمه ومحارمه، وقد يسب ويشتم أباه
وأمه، وقد يقتل النفوس بغير حق؛ لأنه فقد العقل الذي به ميز الله هذا الإنسان على
غيره من المخلوقات، فهو نعمة أنعم الله بها على هذا الإنسان، فيعتدي عليه بما يأكل
ويشرب من المسكرات، حتى يذهب عقله.
وأما الميسر، فالمراد به: القمار، وهو كل المراهنات والمغالبات والمسابقات
التي تؤخذ عليها الأموال، وقد تكون أموالاً طائلة من غير مقابل، فلا يجوز أخذ
المال على المراهنات ولا على المسابقات والمغالبات، إلا استثناه النبي صلى الله
عليه وسلم بقوله: «لاَ سَبَقَ إِلاَّ فِي نَصْلٍ، أَوْ خُفٍّ أَوْ حَافِرٍ»
([1]) والسبق -بفتح الباء- هو الجائزة التي تؤخذ على المسابقة، والنصل، المراد
به: الرماية، فيجوز أخذ الجائزة على الرماية؛ لما في ذلك من تعليم وسائل الجهاد في
سبيل الله، ويجوز أخذ الجائزة على المسابقة على الإبل؛ لأنها من دواب الجهاد في
سبيل الله، وكذلك يجوز أخذ الجائزة على ركوب الخيل؛ لأن ذلك من وسائل الجهاد في
سبيل الله، فلذلك أبيح أخذ الجائزة على هذه الأمور.
وأما ما عداها من المسابقات والمراهنات والجوائز التي تعطى على ذلك، كل ذلك حرام لأنه قمار وميسر، لأنه أكل للمال بغير حق، ومن ذلك ما تفعله الشركات والمؤسسات والمحلات التجارية الآن، من وضع الجوائز عن طريق ما يسمونه بسحب الأرقام، وما يدفعونه للزبائن إذا اشتروا منهم كمية معينة، وما يضعونه في المعلبات من جوائز خفية
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (1700)، والنسائي رقم (3585)، وابن ماجه رقم (2878).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد