من عثر عليها فاز بها، كل ذلك داخل في الميسر
وداخل في القمار؛ لأنه أكل للمال بغير حق ولأن في ذلك إضرار بأهل السوق؛ لأن هذا
الذي يدفع هذه الجوائز وهذه المسابقات يصرف الزبائن إليه عن جيرانه، فيضطر جيرانه
إلى إغلاق محلاتهم، إلا أن يفعلوا مثل ما فعل، فهذا فيه أكل للمال بالباطل، وميسر
وقمار، وفيه مضارة بالآخرين.
فالواجب على المسلم: أن يتقي الله، وأن يترك
هذه الأعمال المحرمة، وأن يقتصر على ما أحل الله سبحانه وتعالى:
وأشد من الخمر أيضًا: المخدرات، التي تتناول عن طريق تناول الحبوب، أو عن
طريق الحقن، أو غير ذلك؛ بحيث إنها تخدر الإنسان ويصاب بالإدمان فلم يصبر عنها،
فيتحول من إنسان إلى بهيمة، وقد لا يأنف من فعل الفواحش، ثم تفتك به هذه المخدرات،
فلا يستطيع أن يتحرك، ولا أن يدخل، ولا أن يخرج، ولا أن يكتسب لنفسه ولا لعائلته،
فيصبح عالة على أهله، ويؤدي به ذلك إلى الهلاك المحقق، ويتمنى أهله أن يموت
ليستريحوا منه؛ لأنه أصبح لا فائدة فيه، بسبب هذه المخدرات الخبيثة التي قضت على
جسمه وعقله وعلى صحته، فجعلته كالجماد الملقى على الأرض، ولا حول ولا قوة إلا
بالله، وماذا استفاد هذا المسكين من هذه المخدرات؟
وهذا ما يريده أعداؤنا، يريدون أن يضعفوا المسلمين، وأن يقضوا على قوتهم
وعلى رجالهم، وأن يوقعوا بينهم العداوة والبغضاء، التي أرادها سيدهم وإمامهم
الشيطان الرجيم ﴿إِنَّمَا يُرِيدُ ٱلشَّيۡطَٰنُ
أَن يُوقِعَ بَيۡنَكُمُ ٱلۡعَدَٰوَةَ وَٱلۡبَغۡضَآءَ فِي ٱلۡخَمۡرِ وَٱلۡمَيۡسِرِ﴾ [المائدة: 91].
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد