×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

 فليحافظ على هذه الصلوات الخمس، حيث ينادى بهن، فإن الله شرع لنبيكم سنن الهدى وإنهن من سنن الهدى، ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته، لتركتم سنة نبيكم، ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم، ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف.

إن الصلاة -يا عباد الله- هي الركن الثاني من أركان الإسلام بعد الشهادتين، وهي أول ما فرض على النبي صلى الله عليه وسلم من هذه الفرائض بعد الشهادتين، فقد فرضت على النبي صلى الله عليه وسلم وعلى أمته ليلة الإسراء والمعراج، قبل الهجرة، وصلاها صلى الله عليه وسلم في مكة قبل أن يهاجر إلى المدينة، ولما هاجر إلى المدينة فرضت عليه بقية فرائض الإسلام، وقال صلى الله عليه وسلم: «رَأْسُ الأَْمْرِ الإِْسْلاَمُ، وَعَمُودُهُ الصَّلاَةُ، وَذُرْوَةُ سَنَامِهِ الْجِهَادُ فِي سَبِيلِ اللهِ» ([1]) فجعل الصلاة هي عمود الإسلام، فكما لا يستقيم بيت بلا عمود، فكذلك لا يستقيم إسلام بدون صلاة، فالذي يدعي الإسلام، وهو لا يحافظ على هذه الصلوات الخمس، فإنه ليس له إسلام.

والصلاة مكانتها عند الله عظيمة، ولهذا فرضها الله في اليوم والليلة خمس مرات، وأمر بالاجتماع لها في بيوته التي هي المساجد وأمر بالأذان لها بأعلى صوت لحضورها، قال سبحانه وتعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ ٣٦ رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ ٣٧ [النور: 36، 37].


الشرح

([1])  أخرجه: أحمد رقم (22016)، والطيالسي رقم (560)، وعبد بن حميد رقم (112).