والصلاة هي الفارقة بين المسلم والكافر، قال صلى الله عليه وسلم: «الْعَهْدَ
الَّذِي بَيْنَنَا وَبَيْنَهُمُ الصَّلاَةُ، فَمَنْ تَرَكَهَا فَقَدْ كَفَرَ» ([1])، وقال: «بَيْنَ الْعَبْدِ وَبَيْنَ الْكُفْرِ وَالشِّرْكِ تَرْكُ
الصَّلاَةِ» ([2])، والله سبحانه وتعالى أمر بقتال الكفار حتى يتوبوا ويقيموا الصلاة ويؤتوا
الزكاة، قال سبحانه وتعالى: ﴿فَإِذَا ٱنسَلَخَ ٱلۡأَشۡهُرُ ٱلۡحُرُمُ
فَٱقۡتُلُواْ ٱلۡمُشۡرِكِينَ حَيۡثُ وَجَدتُّمُوهُمۡ وَخُذُوهُمۡ وَٱحۡصُرُوهُمۡ
وَٱقۡعُدُواْ لَهُمۡ كُلَّ مَرۡصَدٖۚ فَإِن تَابُواْ وَأَقَامُواْ ٱلصَّلَوٰةَ
وَءَاتَوُاْ ٱلزَّكَوٰةَ فَخَلُّواْ سَبِيلَهُمۡۚ إِنَّ ٱللَّهَ غَفُورٞ رَّحِيمٞ﴾ [التوبة: 5]، وأخبر سبحانه وتعالى أن أهل النار إذا ألقوا في النار،
وسئلوا: ﴿مَا سَلَكَكُمۡ
فِي سَقَرَ﴾ [المدثر: 42]، أي: ما هو السبب الذي أدخلكم جهنم؟ ﴿قَالُواْ لَمۡ نَكُ مِنَ ٱلۡمُصَلِّينَ﴾ [المدثر: 43]، فأول جواب يجيبون به: أنهم لم يكونوا من المصلين.
فمن ترك الصلاة متعمدًا فقد كفر، وخلع برقع الإسلام من عنقه، وإن كان يدعي أنه مسلم، فإن الإسلام ليس بالانتساب ولا بالتحلي، وإنما الإسلام حقيقة: قول وعمل واعتقاد، والصلاة هي أهم شيءٍ بعد التوحيد، فمن تركها متعمدًا فإنه يكون كافرًا الكفر الأكبر المخرج من الملة، وإن كان يقر بوجوبها على القول الصحيح، وإن كان يشهد أن لا إله إلا الله، وأن محمدًا رسول الله، فإن هاتين الشهادتين ليستا مجرد نطق ينطق به باللسان، ولكنهما لهما معنى ومدلول، ولهما حقيقة وحقوق، فلا بد من أداء حقوق الشهادتين، وإن الصلاة هي أعظم حقوق الشهادتين.
([1]) أخرجه: الترمذي رقم (2621)، والنسائي رقم (463)، وابن ماجه رقم (1079).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد