وتجارته فإنه يحشر مع أُبي بن خلف تاجر الكفار بمكة، فيحشر مع نظرائه من
أئمة الكفر يوم القيامة، وهذا دليل واضح على كفر تارك الصلاة، نعوذ بالله من
الخذلان.
إن ميزان الصلاة اليوم عند كثير من الناس قد خف، وقد ذكر العلماء أن منزلة
الإسلام في قلب الإنسان تعرف من منزلة الصلاة في قلبه، فمن أراد أن يعرف منزلة
الإسلام في قلبه، فلينظر إلى مكانة الصلاة في قلبه، فالصلاة هي عنوان السعادة،
ولهذا يقول جل وعلا: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَۖ
إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ تَنۡهَىٰ عَنِ ٱلۡفَحۡشَآءِ وَٱلۡمُنكَرِۗ وَلَذِكۡرُ ٱللَّهِ
أَكۡبَرُۗ﴾ [العنكبوت: 45].
كثير من الناس اليوم يسكنون إلى جوار بيوت الله يمينًا وشمالاً، ويدخلون في
بيوتهم ويخرجون منها على مرأى ومسمع من جيرانهم، ومن المصلين، ولا يرون في المساجد
لا ليلاً ولا نهارًا، وهم قابعون في بيوتهم. إن هؤلاء يستحقون أن يعاقبوا أشد
العقوبة، كما هم النبي بتحريق بيوت أشباههم ممن كانوا يتخلفون عن الصلاة.
فاتقوا الله يا عباد الله، وحافظوا على صلواتكم، فإن الصلاة هي آخر ما يفقد
من هذا الدين، قال صلى الله عليه وسلم: «أَوَّلَ مَا تَفْقِدُونَ مِنْ
دِينِكُمُ الأَْمَانَةَ، وَآخِرَ مَا تَفْقِدُونَ مِنْه الصَّلاَةُ» ([1])، قال الإمام أحمد رحمه الله: كل شيء ذهب آخره، لم يبق منه شيء، فإذا ذهبت
الصلاة، لم يبق من الإسلام شيء.
فاتقوا الله عباد الله، وحافظوا على صلواتكم، ولا تكونوا من الذين ﴿أَضَاعُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَٱتَّبَعُواْ ٱلشَّهَوَٰتِۖ﴾ [مريم: 59]، ولا تكونوا من الذين
([1]) أخرجه: القضاعي رقم (216)، والطبراني في « الكبير » رقم (7182)
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد