فهذه صدقة الفطر، وهي في ختام الشهر، وفيها تطهير للصوم من اللغو والرفث،
وفيها تطهير للصائم، وفيها طعمة للمساكين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم،
فاحرصوا عليها، رحمكم الله.
ويتولى الإنسان إخراجها بنفسه؛ لأنها واجبة عليه، وإن وكل من يدفعها عنه في
الوقت المحدد ممن يثق به، وممن يوصلها إلى مستحقيها، جاز ذلك، ولكن لا تتأخر عن
صلاة العيد فإذا لم تجد الذي تريد أن تدفعها إليه في هذا الوقت، أو لم تجد وكيله،
فلا تبقها عندك أو عند أحد وديعة؛ لأن هذا ليس إخراجًا لها، بل ادفعها لمن هو
موجود في هذا الوقت، فلا يجوز تأخيرها عن صلاة العيد، فإن أخرها ناسيًا لها، وجب
عليه إخراجها في يوم العيد أو بعد يوم العيد لا يسقط إخراجها عنه، فإن كان متعمدًا
تأخيرها، فهو يأثم، وإن كان ناسيًا فلا إثم عليه.
وأما زكاة الأموال، فهي حق معلوم، كما قال سبحانه وتعالى: ﴿وَٱلَّذِينَ فِيٓ
أَمۡوَٰلِهِمۡ حَقّٞ مَّعۡلُومٞ ٢٤ لِّلسَّآئِلِ وَٱلۡمَحۡرُومِ
٢٥﴾ [المعارج: 24، 25]، فهي حق واجب، وفرض لازم وليست تطوعًا، قرنها الله جل
وعلا بالصلاة في أكثر من ثمانين موضعًا من القرآن، فمن جحد وجوبها كفر وارتد عن
دين الإسلام، وجب على ولي الأمر أن يستتيبه، فإن تاب وإلا قتل مرتدًا، وتصادر
أمواله لبيت المال، ولا يرثه أحد؛ لأنه مرتد عن دين الإسلام، فلا يرثه أقاربه، لا
المسلمون ولا الكفار.
وأما إن كان منعها بخلاً، فإنه يجب على ولي الأمر أخذها منه قهرًا؛ لأنها حق لغيره واجب عليه، فيجب على ولي الأمر أن يأخذها منه قهرًا، وأن يوصلها إلى مستحقيها، فإن لم يمكن أخذها منه
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد