×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

فإذا توفرت هذه الشروط في التائب، تاب الله عليه، وغفر له ذنوبه.

أما الذي يتوب بلسانه، هو مقيم على المعاصي، فهذا لا تنفعه التوبة؛ لأنها ليست توبة في الحقيقة، وإنما هو لفظ يردد على اللسان فقط، وكذلكم من تاب إلى الله توبة مؤقتة بشهر رمضان أو بوقت معين، ثم بعدها يعود إلى المعاصي، فتوبتة غير مقبولة، إذا علم الله منه أنه يريد الرجوع إلى المعاصي بعد أيام أو بعد شهر أو بعد سنة، إذا علم الله منه ذلك، فإن الله لا يقبل توبته،

وكذلكم الذي لا يندم على ذنوبه، ولا يبكي على سيئاته، ولا يعتبرها شيئًا مهما، كأنه ما حصل منه شيء، لا يفكر فيها ولا يخاف من عقوباتها، ولا يعتبرها إلا شيئًا سهلاً، فهذا لا تقبل منه توبته؛ لأنه غير صادق في توبته.

وإذا كانت المظالم التي عند الإنسان مظالم للناس، قد ظلمهم في أعراضهم، أو في أموالهم، أو في أجسادهم، فمن شروط التوبة أيضًا: أن يرد المظالم إلى أصحابها، وأن يطلب منهم المسامحة؛ لأن حقوق المخلوقين لا تسقط إلا بأدائها إليهم، أو بمسامحتهم عنها، وإلا فإنهم سيقتصون منه يوم القيامة، ويأخذونه من حسناته، إن كانت له حسنات، وإلا فإنها توضع عليه سيئات المظلومين، فيطرح في النار، فاتقوا الله عباد الله، وفكروا فيما أنتم قادمون عليه.

والواجب على المسلم: أن يتنبه قبل أن يؤخذ على غرة، لا تدري أيها المسلم: هل تعيش إلى رمضان؟ وإذا عشت إلى رمضان: هل تكمل رمضان، أو تموت قبله، أو قبل أن يكمل؟ وإذا أكملته، 


الشرح