الشهر، فيجتهد فيه بما وفقه الله له من الطاعات، ويستمر بعده على طاعة
الله، فيكون هذا الشهر منطلقًا له من الأسر، وفكاكًا له من قيد الشيطان، يتوب إلى
الله سبحانه وتعالى، حتى يدخل عليه هذا الشهر وقد تاب إلى الله فيدرك من خيراته
ومن بركاته، ثم يستمر على طاعة الله في بقية عمره.
ولهذا جاء في الحديث: أن هذا الشهر أوله رحمة، وأوسطه مغفرة، وآخره عتق من
النار؛ فأوله رحمة للمحسنين، الذين كانوا على طاعة الله
في سائر أيام العام، فزادهم الله رحمة إلى رحمة، وزادوا في أعمالهم ودرجاتهم عند
الله سبحانه وتعالى، قال الله جل وعلا ﴿إِنَّ
رَحۡمَتَ ٱللَّهِ قَرِيبٞ مِّنَ ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾ [الأعراف: 56].
وأوسطه مغفرة: لمن كانت عنده ذنوب
وخطايا، لكنها دون الكبائر بأن كان عنده بعض التقصير وبعض السيئات من الصغائر،
فيكفرها الله جل وعلا بهذا الشهر العظيم، الذي حظوا منه بالبركة والخير.
وآخره عتق من النار: لأصحاب الكبائر الذين
كانوا على معاصٍ: كبائر وموبقات ومهلكات، ولو استمروا عليها لأوردتهم النار،
فتابوا إلى الله سبحانه وتعالى في هذا الشهر، فأعتقهم الله من النار.
·
وليست التوبة باللسان، ولكن
التوبة هي ما توفر فيها ثلاثة شروط:
الشرط الأول: الإقلاع عن الذنوب، أي:
ترك الذنوب نهائيًا.
الشرط الثاني: العزم ألا يعود إليها طول
حياته.
الشرط الثالث: أن يندم على ما فرط منه، وما حصل منه من الذنوب.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد