×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

المسلم الذي يوفقه الله لاغتنامه، والعمل بطاعة الله جلا وعلا، وإن كان المسلم مأمورًا بطاعة الله في كل حياته، وفي كل أوقاته، ولكن في مواسم الخير: ينبغي للمسلم أن يزداد اهتمامًا وعناية واستدراكًا لمواسم الخير؛ لتكون زيادة في حسناته عند الله سبحانه وتعالى.

مسلم تتكرر عليه الصلوات الخمس كل يوم وليلة، تتكرر عليه صلاة الجمعة كل أسبوع، يتكرر عليه شهر رمضان كل سنة، يتكرر عليه الحج كل سنة، إن هذا المسلم قد حظي من الله عز وجل بخير كثير إذا هو تنبه لذلك، واهتم بهذا الخير العظيم.

أما الغافل والمضيع: فإنه لا يدري عن مرور الأيام والأسابيع والشهور؛ لأنه مع الذين ذكر الله في غفلة معرضون عن طاعة الله ﴿وَٱلَّذِينَ كَفَرُواْ يَتَمَتَّعُونَ وَيَأۡكُلُونَ كَمَا تَأۡكُلُ ٱلۡأَنۡعَٰمُ وَٱلنَّارُ مَثۡوٗى لَّهُمۡ [محمد: 12].

فعلى المسلم أن يهتم بهذا الشهر، فمن كان على طاعة الله في سنته، مواصلاً للعمل الصالح، فليزداد في هذا الشهر خيرًا وبركة على أعماله الصالحة، فيكون شهر رمضان زيادة خير له على خير قد أسبقه واستمر عليه.

ومن كان متساهلاً في شهوره وأيامه، وعنده كسل، وعنده تأخر عن الطاعة ولم يكن مضيعًا لها فإنه ينشط في شهر رمضان، ويتنبه ويرغب في الخير، وربما يكون ذلك حافزًا له في بقية عمره على الاستمرار في الجد والاجتهاد في عبادة الله، والتنبيه من غفلته، واليقظة من رقدته.

ومن كان عاصيًا لله، مرتكبًا لمحارم الله، مضيعًا لفرائض الله، فعليه أن يتوب إلى الله توبة نصوحًا، توبة صادقة، يستقبل بها هذا 


الشرح