الطاعات، من ذكر الله عز وجل، وتلاوة القرآن، والاعتكاف في المساجد،
والإكثار من صلوات النوافل، وغير ذلك من أنواع الطاعات والقربات.
اغتنموا هذا الشهر، فقد لا يمر بكثير منكم مرة ثانية، فاغتنموه -رحمكم الله-
حيث مكنكم الله منه، وهيأ لكم أسباب الطاعة، وحثكم عليها، فاعرفوا لهذا الشهر
قدره، وعظموه حق تعظيمه، بطاعة الله سبحانه وتعالى، وأكثروا من الدعاء والاستغفار
والتوبة إلى الله، فإن حلول هذا الشهر خير للمسلم، فإذا كان المسلم مجتهدًا في
طاعة الله سائر السنة، فإنه يكون زيادة خير له، وإن كان المسلم مقصرًا في سائر
السنة فإنه يتوب إلى الله، ويبدأ حياته من جديد، ويستمر على الطاعة فيما بعد
الشهر، وإن كان مستوجبًا دخول النار؛ لارتكاب كبائر أو موبقات، فإنه يتوب إلى الله
سبحانه وتعالى، فيعتقه الله من النار، روي عنه صلى الله عليه وسلم: أنه قال في شهر
رمضان: «شَهْرٌ أَوَّلُهُ رَحْمَةٌ، وَأَوْسَطُهُ مَغْفِرَةٌ، وَآخِرُهُ عِتْقٌ
مِنَ النَّارِ» ([1]).
فالمسلم لا يعدم الخير في هذا الشهر: إما بأن يتزود أعمالاً صالحة على
أعماله السالفة، كما كان السلف الصالح، وإما بأن يتوب من تقصيره ويكمل نقصه، وإما
بأن يتوب إلى الله من موبقات أوجبت له دخول النار، فأعتقه الله منها، فهو شهر
عظيم، وموسم كريم، عظموه حق تعظيمه، بطاعة الله سبحانه وتعالى: واعرفوا له قدره.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ١٨٣ أَيَّامٗا مَّعۡدُودَٰتٖۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ أُخَرَۚ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ فَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا فَهُوَ خَيۡرٞ لَّهُۥۚ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ
([1]) أخرجه: ابن خزيمة رقم (1887)، والبيهقي في « الشعب » رقم (3608).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد