كُلِّ أَمۡرٖ ٤ سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ ٥﴾ [القدر: 1- 5]، فهذه ليلة
عظيمة، جعل الله العمل فيها بالطاعات خير من العمل في ألف شهر، لمن وفقه الله، وهي
في شهر رمضان قطعًا، فهي من فضائل هذا الشهر العظيم.
ومن فضائل هذا الشهر: أن النبي صلى الله عليه وسلم شرع لنا قيامه بصلاة
التراويح، صلاة التراويح خاصة برمضان، تصلى جماعة في المساجد، كما صلاها رسول الله
صلى الله عليه وسلم بأصحابه ليالي، ثم تأخر عنهم؛ خشية أن تفرض عليهم، فلا
يستطيعونها. ثم قام بها أصحابه من بعده، وخلفاؤه الراشدون، فأقاموا صلاة التراويح
في المساجد، وتوالى عليها عمل المسلمين إلى يومنا هذا، فهي سُنَّةٌ مؤكدة، وشعيرة
ظاهرة من شعائر الإسلام، وقد قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ رَمَضَانَ
إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ([1])، وقال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ قَامَ مَعَ الإِْمَامِ حَتَّى
يَنْصَرِفَ كُتِبَ لَهُ قِيَامُ لَيْلَةٍ» ([2])، وقال: «مَنْ قَامَ لَيْلَةَ الْقَدْرِ إِيمَانًا وَاحْتِسَابًا،
غُفِرَ لَهُ مَا تَقَدَّمَ مِنْ ذَنْبِهِ» ([3]).
فهذه الأحاديث الشريفة تؤكد القيام في ليالي رمضان، مما يدل على فضل هذا الشهر العظيم، وأن الله جعل قيام ليله تطوعًا، وجعل صيام نهاره فريضة، فكله عمل وكله خير، فاغتنموه -رحمكم الله- بما خُصِّصَ له من الطاعات والقربات، وتخففوا من أعمال الدنيا وأشغالها؛ ليتوفر لكم وقت تغتنموه في هذا الشهر العظيم بأنواع
([1]) أخرجه: البخاري رقم (37)، ومسلم رقم (759).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد