ومن فضائل هذا الشهر: أن الله أوجب صيامه على
الأمة، وجعله ركنًا من أركان الإسلام ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ فَلۡيَصُمۡهُۖ ﴾[البقرة: 185]، وقال صلى
الله عليه وسلم: «الإِْسْلاَمُ أَنْ تَشْهَدَ أَنْ لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللهُ،
وَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللهِ، وَتُقِيمَ الصَّلاَةَ، وَتُؤْتِيَ الزَّكَاةَ،
وَتَصُومَ رَمَضَانَ، وَتَحُجَّ البَيْتَ إِنِ اسْتَطَعْتَ إِلَيْهِ سَبِيلاً»
([1]).
فجعل صيام شهر رمضان هو الركن الرابع من أركان الإسلام، وصيامه فريضة على
كل مسلم ومسلمة، إذا كان بالغًا عاقلاً، فمن جحد وجوب صوم رمضان فهو كافر بإجماع
المسلمين، ومن أقر بوجوبه، ولكنه ترك صيامه أو صيام شيء منه، فإنه مرتكب لجريمة
عظيمة، يُلْزَمُ بالصوم يؤدب ويعزر تعزيرًا بليغًا، حتى يتوب إلى الله عز وجل، فلا
بد من صيام شهر رمضان على المستطيع، إما أداء، وإما قضاء في حق المعذور، قال
تعالى: ﴿فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ ٱلشَّهۡرَ
فَلۡيَصُمۡهُۖ وَمَن كَانَ مَرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ أَيَّامٍ
أُخَرَۗ يُرِيدُ ٱللَّهُ بِكُمُ ٱلۡيُسۡرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ ٱلۡعُسۡرَ
وَلِتُكۡمِلُواْ ٱلۡعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَىٰكُمۡ وَلَعَلَّكُمۡ
تَشۡكُرُونَ﴾ [البقرة: 185]، فأوجب صيام رمضان على كل مسلم، إما أداء في حق الحاضر
المقيم الصحيح، وإما قضاء في حق المريض والمسافر، فيفطران ويقضيان، فدل على أنه لا
بد من صيام هذا الشهر، وأنه ركن من أركان الإسلام.
ومن مزايا شهر رمضان: أن الله جعل فيه ليلة هي خير من ألف شهر، قال تعالى: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ ١ وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ ٢ لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ ٣ تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن
([1]) أخرجه: مسلم رقم (8).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد