فيا له من فضل عظيم على عمل يسير، لمن يسره الله عليه، وأما المحروم: فإنه
لا حيلة فيه، فالمريض لو قدمت له أطيب أنواع الطعام، فإنه لا يشتهيه؛ بسبب المرض،
بل قد يكرهه، يكره الطعام وإن كان من ألذ الطعام؛ لأنه مريض. كذلك مريض القلب
-والعياذ بالله- يقدم له شهر رمضان، فيه الخير الكثير، وفيه الدرجات، وفيه
الخيرات، ولكن مرض قلبه يحول دونه ودون الانتفاع بهذا الشهر، فلا حول ولا قوة إلا
بالله العلي العظيم!.
المحروم من حرمه الله، والمرحوم من رحمه الله ولكن للرحمة أسباب، وللحرمان
أسباب، من قبل أنفسكم، فخذوا بأسباب الرحمة، وتجنبوا أسباب الحرمان، واتقوا الله،
وبادروا بالتوبة قبل أن يغلق بابها.
ومن فضائل هذا الشهر الكريم: أنه تفتح فيه
أبواب الجنان، وتغلق فيه أبواب النيران، ويقال للمؤمنين: يا باغي الخير أقبل،
ويقال للأشرار: يا باغي الشر أقصر، ولله عتقاء من النار، وذلك في كل ليلة من ليالي
رمضان فالمؤمنون يحبس الله عنهم الشياطين، فينشطون على العبادة ويفكون من أسر
الشياطين، وأما الأشرار: فإنهم يبقون في أسر الشيطان، ولا يتخلصون منه.
فاحذروا -رحمكم الله- أن تكونوا من هؤلاء، واتقوا الله لعلكم ترحمون.
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
***
الصفحة 5 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد