ولذلك تجدون الصائمين يختلفون عن غيرهم من المفطرين، تجدون الصائمين أقرب
ما يكونون إلى الطاعة، وإلى ذكر الله عز وجل، وتجدونهم ألين الناس قلوبًا،
وتجدونهم أحرص الناس على الطاعات؛ لأن الشيطان قد ابتعد عنهم، فلم يتمكن من
الوسوسة لهم وإغرائهم بالمعاصي، وهذا من فضائل الصيام.
ومن فضائل الصيام: أن الله سوى فيه بين الغني
والفقير، وبين الملك والصعلوك، وبين جميع الناس باختلاف طبقاتهم، كلهم يصومون لله
عز وجل، ويتركون شهواتهم تقربًا إلى الله سبحانه وتعالى، فيتذكر الأغنياء حاجة
الفقراء، فيعطفون عليهم بالإحسان.
فلله در الصيام! كم فيه من الفوائد العظيمة التي لا يعلمها إلا الله!
فالحمد لله على نعمة الإسلام؛ إن الإسلام بشرائعه وأحكامه كله خير ورحمة للمسلمين.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿يَٰٓأَيُّهَا
ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ كُتِبَ عَلَيۡكُمُ ٱلصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى ٱلَّذِينَ
مِن قَبۡلِكُمۡ لَعَلَّكُمۡ تَتَّقُونَ ١٨٣ أَيَّامٗا
مَّعۡدُودَٰتٖۚ فَمَن كَانَ مِنكُم مَّرِيضًا أَوۡ عَلَىٰ سَفَرٖ فَعِدَّةٞ مِّنۡ
أَيَّامٍ أُخَرَۚ وَعَلَى ٱلَّذِينَ يُطِيقُونَهُۥ فِدۡيَةٞ طَعَامُ مِسۡكِينٖۖ
فَمَن تَطَوَّعَ خَيۡرٗا فَهُوَ خَيۡرٞ لَّهُۥۚ وَأَن تَصُومُواْ خَيۡرٞ لَّكُمۡ
إِن كُنتُمۡ تَعۡلَمُونَ ١٨٤﴾ [البقرة: 183، 184].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم، ونفعنا بما فيه من الآيات البينات
والذكر الحكيم.
أقول قولي هذا واستغفر الله لي ولكم ولجميع
المسلمين من كل ذنب،
فاستغفروه وتوبوا إليه، إنه هو الغفور الرحيم.
***
الصفحة 5 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد