الاستشفاء كالذي يسحب الدم أو يفصد الدم؛ من أجل
الصحة، كالحجامة والفصد، فإن هذا من مبطلات الصيام.
أما الدم اليسير: فهذا لا يؤثر، لكن على
الإنسان أن يتجنبه إلا عند الضرورة؛ لأن اليسير قد يفضي إلى الكثير، أما من انجرح
جسمه بغير اختياره، ونزف منه دم كثير، فإن هذا لا يؤثر عليه؛ لأنه بغير اختياره،
فإذا خلع ضرسًا يتأذى ببقائه، وخرج منه دم، فلا حرج عليه، وكذلك: إذا عالج آفة في
جسمه، وخرج منه دم، فإنه لا يؤثر عليه؛ لأنه بغير قصد، ولأنه يتأذى لو ترك هذا
المؤذي فيه، ولو أخر هذا العلاج إلى الليل لكان أحسن وأحوط.
فاتقوا الله عباد الله في صيامكم وحافظوا عليه.
وكذلك من المفطرات أيضًا: استعمال الإبر
المغذية، التي تؤخذ بدل الطعام والشراب، فإنها تفطر الصائم؛ لأنها بمعنى الأكل
والشرب، وكذلك الإبر التي تؤخذ عن طريق الوريد؛ فإنها تخالط الدم وتنشط الجسم
وتسري في العروق، فهي أيضًا مفطرة، فتجنبوا هذه الأمور، ولا تلتفتوا إلى كثرة
الفتاوى التي شوشت على الناس، وسببت التساهل في الصيام.
حافظوا على صيامكم يا عباد الله، فإن كل مسلم مسؤول عن صيامه، ومسؤول عن نفسه، ولا يقول: قال فلان، وقال فلان، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الْبِرُّ مَا اطْمَأَنَّتْ إِلَيْهِ النَّفْسُ وَإِنْ أَفْتَاكَ النَّاسُ وَأَفْتَوْكَ» ([1]).
([1]) أخرجه: الدارمي رقم (2533)، وأحمد رقم (18006).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد