×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

عليهما قضاء هذا اليوم الذي أفسداه بالجماع، ويجب على كل واحدٍ منهما الكفارة المغلظة، وهي عتق رقبة، فإن لم يجد فإنه يصوم شهرين متتابعين، فإن لم يستطع فإنه يطعم ستين مسكينًا، وعلى الصائم أن يجتنب دواعي الجماع وأسباب الجماع التي تجره إليه، وخصوصًا إذا كان من الشبان، فعليه أن يتجنب النوم مع زوجته في فراش واحد، إذا كان هذا من باب الشهوة؛ لأن هذا مظنة وسبب واضح إلى الوقوع في المحظور، وكذلك: يتجنب لمس زوجته بشهوة، لا يلمسها بشهوة، ولا يقبلها بشهوة؛ لأن هذا سبب لوقوع الجماع منهما، خصوصًا إذا كانا من الشبان، وكذلك لا يكرر النظر إلى زوجته بشهوة، لأن هذا قد يجره إلى جماعها، فهذا كله من الرفث الذي نهى الله سبحانه وتعالى عنه، فالرفث هو: دواعي الجماع بجميع أنواعها، فعلى المسلم أن يتجنب الأسباب التي توقعه في المحذور.

ومثل الأكل والشرب، أيضًا: إدخال شيء إلى الجوف من أي مادة كان، بأي وسيلة كان، فإن ما يدخل على الجوف يبطل الصيام من أي طريق كان.

وكذلك مما يبطل الصيام: الاستفراغ، وهو: استخراج ما في الجوف عن طريق الفم، كالذي يتقيأ متعمدًا، فالذي يتقيأ متعمدًا يبطل صيامه، أما الذي يغلبه القيء، ويخرج بغير اختياره، فصيامه صحيح، ولا حرج عليه.

وكذلك من المفطرات: استخراج الدم الكثير من البدن، إما بحجامة، وإما بسحبه بالطرائق الطبية المعروفة الآن، سواء سحب الدم للتبرع به لمصاب، أو للتبرع به للمستشفى، أو سحبه من أجل


الشرح