الشمس ولو بزمن يسير، ولو بثوان أو دقائق، لا
يجوز له حتى يعلم غروب الشمس، إما بمشاهدتها وإما بالنظر في العلامات الدالة على
الغروب.
إن المؤذن متحمل لمسؤولية عظيمة، يقلده الناس في صيامهم، وفي إفطارهم، وفي
صلواتهم، ولهذا يقول صلى الله عليه وسلم: «وَالْمُؤَذِّنُ مُؤْتَمَنٌ» ([1])، فالمؤذن أمين على دخول الوقت، لا يجوز له أن يتساهل فيه، خصوصًا في هذا
الشهر.
وكذلك: بعض الناس يأكل ويشرب إلى أن يفرغ المؤذن من الأذان؛ لأنه -بزعمهم-
ما دام يؤذن فإنه مباح له الأكل والشرب، وهذا خطأ عظيم، وإذا بدأ المؤذن بالأذان،
وكان متقيدًا بالوقت، فإنه حينئذ يحرم الأكل والشرب؛ لأنه ما بدأ الأذان إلا بعد
ما ترجح لديه طلوع الفجر.
أيها المسلمون: هناك مفطرات يجب على
المسلم أن يتجنبها، وهي قسمان: مفطرات حسية ومفطرات معنوية.
أما المفطرات الحسية، فهي: الأكل والشرب
متعمدًا، فمن أكل أو شرب متعمدًا بطل صيامه، أما إذا أكل أو شرب ناسيًا، فإنه لا
حرج عليه، وصيامه صحيح، قال صلى الله عليه وسلم: «مَنْ نَسِيَ فَأَكَلَ أَوْ
شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ» ([2]).
ومن هذه المفطرات: الجماع في نهار رمضان، فالصائم إذا جامع بطل صيامه، وصيام زوجته، ووجب عليهما التوبة إلى الله سبحانه وتعالى، ويجب
([1]) أخرجه: أبو داود رقم (517)، والترمذي رقم (207)، وأحمد رقم (7169).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد