لئلا يمر فترة من النهار والناس يأكلون ويشربون
بسبب أذانه، فهو مؤتمن على الوقت، عليه أن يتقي الله في أمانته، فيتقيد بالتوقيت
الشرعي لبداية الصيام ونهايته، وليعلم أن الناس سيعملون بأذانه، ويعتمدون عليه،
فإن تأخر عن الفجر؛ لنوم أو نسيان أو غير ذلك، فإنه لا يؤذن، بل يكتفي بأذان
الآخرين؛ لأنه إذا تأخر أذانه عن طلوع الفجر غر الناس بذلك، فعليه مسؤولية عظيمة،
وكم حصل من الخلل في صيام الناس بسبب أخطاء المؤذنين وعدم مبالاتهم، وتساهلهم
بتوقيت الأذان على الوجه الصحيح.
أيها المسلمون: إن الصيام هو الإمساك
بنيةٍ عن المفطرات من طلوع الفجر الثاني إلى غروب الشمس، فالصائم يمتنع عن
المفطرات في هذه الفترة، والمفطرات تنقسم إلى قسمين: مفطرات ظاهرة، ومفطرات
معنوية.
فالمفطرات الظاهرة هي: الأكل والشرب عمدًا، فمن أكل
أو شرب متعمدًا في أثناء الصيام، بطل صيامه، وعليه التوبة إلى الله سبحانه وتعالى،
وعليه أن يمسك بقية اليوم وأن يقضيه من أيام أخر مع التوبة إلى الله سبحانه وتعالى،
أما من أكل أو شرب ناسيًا، فلا حرج عليه وصيامه صحيح؛ لقول النبي صلى الله عليه
وسلم: «مَنْ نَسِيَ فَأَكَلَ أَوْ شَرِبَ، فَلْيُتِمَّ صَوْمَهُ، فَإِنَّمَا
أَطْعَمَهُ اللهُ وَسَقَاهُ» ([1]).
ومثل الأكل والشرب وما في معناهما من الإبر المغذية، أو التي تؤخذ عن طريق الوريد؛ لأنها تنفذ إلى الجوف وتؤثر بالجسم، وكذلك تناول الحبوب الدوائية وابتلاعها، وابتلاع أنواع الدواء، كل ذلك بمعنى
([1]) أخرجه: البخاري رقم (6292)، ومسلم رقم (1155)
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد