لأن النقود أسهل عليهم، كما يزعمون، وإما بأن يدفعوها إلى من لا يقوم
بتوصيلها إلى الفقراء والمساكين، ولا يبالي بها، فتبقى في ذمة صاحبها إلى أن تصل
إلى مستحقيها في وقتها، والناس لا يتحملون عنك ما وجب عليك، إلا إذا وجدت من تثق
به ممن يتحملها ويؤديها إلى مستحقيها في وقتها، فلا بأس أن توكله في دفعها عنك.
ومما شرعه الله لكم في ختام هذا الشهر: صلاة العيد، وهي شعيرة عظيمة من
شعائر الإسلام، أمر النبي صلى الله عليه وسلم بالخروج إليها، حتى إنه أمر العواتق
من النساء، يعني: الخفرات وأمر الحيض، أن يخرجن ويعتزلن المصلى، ويشهدن دعوة
المسلمين، فينبغي الحرص على حضور صلاة العيد والخروج إليها، فهي مظهر عظيم من
مظاهر الإسلام، وشعيرة من شعائر الإسلام، وهي ختام لهذا العشر العظيم، وشكر لله
سبحانه وتعالى على توفيقه.
فاتقوا الله عباد الله، واختموا شهركم بصالح الأعمال والأقوال، وتوبوا إلى
الله من جميع الذنوب، واستمروا على فعل الخير.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ﴿قَدۡ
أَفۡلَحَ مَن تَزَكَّىٰ ١٤ وَذَكَرَ ٱسۡمَ
رَبِّهِۦ فَصَلَّىٰ ١٥﴾ [الأعلى: 14، 15].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
***
الصفحة 4 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد