قَالَ: «أَلَيْسَ هَذَا الْبَلَد مَكَّةُ؟!» قَالُوا: بَلَى، قَالَ:
«إِنَّ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ عَلَيْكُمْ حَرَامٌ
كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا، فِي شَهْرِكُمْ هَذَا، فِي بَلَدِكُمْ هَذَا، أَلاَ
هَلْ بَلَّغْتُ؟ اللَّهُمَّ اشْهَدْ» ([1]).
فدل ذلك على تعظيم حرمات الله سبحانه وتعالى، ولكن الغافل والجاهل تمر عليه
هذه المواسم، وهو لا يزال سادرًا في غيه، متماديًا في معاصيه، ليس للأيام ولا للشهور
قيمة عنده؛ لأنه كالسبع الضاري، لا يهمه إلا الاعتداء والافتراس!! أما المؤمن:
فإنه دائمًا وأبدًا يعظم حرمات الله عز وجل، ودائمًا وأبدًا يحرص على وقته، فيعمره
بطاعة الله عز وجل ؛ لأنه يعلم أنه ليس له من هذه الدنيا إلا ما قدم من عمل صالح.
فاتقوا الله عباد الله، وعظموا ما عظمه الله ﴿وَتُوبُوٓاْ
إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [النور: 31].
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: ﴿ٱلۡحَجُّ
أَشۡهُرٞ مَّعۡلُومَٰتٞۚ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ ٱلۡحَجَّ فَلَا رَفَثَ وَلَا
فُسُوقَ وَلَا جِدَالَ فِي ٱلۡحَجِّۗ وَمَا تَفۡعَلُواْ مِنۡ خَيۡرٖ يَعۡلَمۡهُ ٱللَّهُۗ
وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيۡرَ ٱلزَّادِ ٱلتَّقۡوَىٰۖ وَٱتَّقُونِ يَٰٓأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ﴾ [البقرة: 197].
بارك الله لي ولكم في القرآن العظيم.
***
([1]) أخرجه: البخاري رقم (1654)، ومسلم رقم (1679).
الصفحة 6 / 391
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد