×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

 في التوبة والاستغفار

الحمد لله الغفور الشكور، يقبل التوبة عن عباده ويعفو عن السيئات ويعلم ما تفعلون، وأشهد أن لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد يحيي ويميت وهو على كل شيء قدير، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، القائل: «يَا أَيُّهَا النَّاسُ، تُوبُوا إِلَى اللهِ؛ فَإِنِّي أَتُوبُ إِلَى اللهِ فِي الْيَوْمِ أَكْثَرَ مِنْ سَبْعِينَ مَرَّةً» ([1]) صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه وتمسك بسنته، وسلم تسليمًا كثيرًا.

·        أما بعد:

أيها الناس: يقول الله سبحانه وتعالى في الحديث القدسي: «يَا عِبَادِي إِنَّكُمْ تُخْطِئُونَ في اللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَأَنَا أَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا فَاسْتَغْفِرُونِي أَغْفِرْ لَكُمْ» ([2]).

عباد الله: إن الله سبحانه وتعالى قد فتح باب التوبة لعباده، ولا يغلق هذا الباب إلا إذا طلعت الشمس من مغربها، أو بلغت الروح الغرغرة، رحمة بعباده سبحانه وتعالى، يعصونه ويخطئون في حقه ثم إذا تابوا تاب عليهم، وغفر لهم، ومحا عنهم ذنوبهم، وهذا فضل من الله تفضل به على عباده وهو غني عنهم، ولكن رحمة بهم وإحسانًا إليهم، فهم المحتاجون إلى الله سبحانه وتعالى.

عباد الله: الاستغفار هو طلب المغفرة من الله سبحانه وتعالى، والتوبة هي الرجوع من الذنوب والمعاصي إلى الطاعات، وهي واجبة على جميع


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (5948).

([2])  أخرجه: مسلم رقم (2577).