الخلق، وعلى المؤمنين خاصة، وقال تعالى: ﴿وَتُوبُوٓاْ
إِلَى ٱللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَ ٱلۡمُؤۡمِنُونَ لَعَلَّكُمۡ تُفۡلِحُونَ﴾ [النور: 31]، والتوبة ليست
التوبة باللسان فقط، ولكن التوبة الصحيحة والتوبة النصوح: ما توفر فيها شروط ثلاثة
أو أربعة:
الشرط الأول: الإقلاع عن الذنوب، أي:
ترك الذنوب والابتعاد عنها.
الشرط الثاني: العزم على ألا يعود إليها
إلى الممات.
والشرط الثالث: الندم على ما حصل منه من
الذنوب؛ لأن الندم يحثه على ترك الذنوب وعلى فعل الطاعات.
وإذا كانت المعصية بين العبد وبين المخلوقين، بأن تعدَّى عليهم، أو ظلمهم،
أو أكل أموالهم، أو انتهك أعراضهم، أو قتل النفوس، أو ضرب الأبدان، ظلمًا،
وعدوانًا، فإن التوبة مع هذه الشروط الثلاثة الماضية يشترط لها شرط رابع،
وهو: أن يتحلل من هؤلاء المظلومين، ويطلب منهم المسامحة، أو يرد عليهم حقوقهم التي
اغتصبها منهم أو ظلمهم فيها، ويمكن من نفسه للقصاص مما ظلم الناس فيه.
فإذا توافرت هذه الشروط، فالتوبة مقبولة -بإذن الله- كما وعد الله سبحانه
وتعالى بذلك.
ثم هناك شرط عام، وهو أن تكون التوبة قبل أن ينزل ملك الموت لقبض الروح ويعاين ملك الموت، فحينئذ لا تقبل منه التوبة، قال صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ اللهَ يَقْبَلُ تَوْبَةَ الْعَبْدِ مَا لَمْ يُغَرْغِرْ» ([1]) أي: ما لم تبلغ روحه
([1]) أخرجه: أحمد رقم (6160)، وأبو يعلى رقم (5609)، وعبد بن حميد رقم (847).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد