×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

 الغرغرة، وقال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّمَا ٱلتَّوۡبَةُ عَلَى ٱللَّهِ لِلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسُّوٓءَ بِجَهَٰلَةٖ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٖ فَأُوْلَٰٓئِكَ يَتُوبُ ٱللَّهُ عَلَيۡهِمۡۗ وَكَانَ ٱللَّهُ عَلِيمًا حَكِيمٗا ١٧ وَلَيۡسَتِ ٱلتَّوۡبَةُ لِلَّذِينَ يَعۡمَلُونَ ٱلسَّيِّ‍َٔاتِ حَتَّىٰٓ إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ ٱلۡمَوۡتُ قَالَ إِنِّي تُبۡتُ ٱلۡـَٰٔنَ وَلَا ٱلَّذِينَ يَمُوتُونَ وَهُمۡ كُفَّارٌۚ أُوْلَٰٓئِكَ أَعۡتَدۡنَا لَهُمۡ عَذَابًا أَلِيمٗا ١٨ [النساء: 17، 18].

عباد الله: والذنوب تنقسم إلى ثلاث أقسام:

القسم الأول: الشرك بالله عز وجل والكفر، وهذان الذنبان لا يغفران إلا بالتوبة، فمن لم يتب من شركه وكفره ومات على ذلك، فإنه قد حرمت عليه الجنة، ومأواه النار، كما قال سبحانه: ﴿إِنَّهُۥ مَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدۡ حَرَّمَ ٱللَّهُ عَلَيۡهِ ٱلۡجَنَّةَ وَمَأۡوَىٰهُ ٱلنَّارُۖ وَمَا لِلظَّٰلِمِينَ مِنۡ أَنصَارٖ [المائدة: 72].

القسم الثاني: الكبائر التي دون الشرك والكفر، كالزنا والسرقة وشرب الخمر، وضابط الكبيرة: ما وضع عليه حد في الدنيا، أو وعيد في الآخرة، أو ختم بلعنة أو غضب أو نار، فهذه الذنوب كبائر، وهي كثيرة، ومنها: الموبقات المهلكات وهي تزيد على سبعمائة أو أكثر، وهذه الكبائر: من تاب إلى الله منها قبلت توبته، ومحيت ذنوبه، ومن مات عليها ولم يتب منها، فإنه تحت مشيئة الله، إن شاء غفر له، وإن شاء عذبه بقدر ذنوبه، وقد يمكث في النار أحقابًا ومددًا طويلة، ثم يخرج منها كالفحمة، فيوضع في نهر يقال له: نهر الحياة، فينبت جسمه، ثم بعد ذلك يؤذن له بدخول الجنة، وذلك بإيمانه بالله عز وجل، وتجنبه للشرك والكفر، لكنه قد يعذب بذنوبه وكبائره، وقد يكون العذاب طويلاً، والعياذ بالله، ولو كان العذاب لحظة في نار جهنم، 


الشرح