فمن يطيقه؟! فكيف إذا كان العذاب دهورًا وأحقابًا ومددًا طويلة، فالأمر
عظيم والخطب جسيم.
القسم الثالث: الصغائر، وهي كل ما نهى
الله عنه ورسوله، ولم ينطبق عليه تعريف الكبيرة، وهذه الصغائر تغفر بشيئين:
الشيء الأول: تجنب الكبائر.
الشيء الثاني: عمل الطاعات، فمن عمل
الطاعات، وتجنب الكبائر، فهذا يغفر له بتجنب الكبائر وبعمل الطاعات، كما قال
تعالى: ﴿وَأَقِمِ ٱلصَّلَوٰةَ
طَرَفَيِ ٱلنَّهَارِ وَزُلَفٗا مِّنَ ٱلَّيۡلِۚ إِنَّ ٱلۡحَسَنَٰتِ يُذۡهِبۡنَ ٱلسَّئَِّاتِۚ
ذَٰلِكَ ذِكۡرَىٰ لِلذَّٰكِرِينَ﴾ [هود: 114]، وقال جل وعلا: ﴿إِن
تَجۡتَنِبُواْ كَبَآئِرَ مَا تُنۡهَوۡنَ عَنۡهُ نُكَفِّرۡ عَنكُمۡ سَئَِّاتِكُمۡ
وَنُدۡخِلۡكُم مُّدۡخَلٗا كَرِيمٗا﴾ [النساء: 31]، وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «الصَّلَوَاتُ
الْخَمْسُ، وَالْجُمُعَةُ إِلَى الْجُمُعَةِ، وَرَمَضَانُ إِلَى رَمَضَانَ،
كَفَّارَةٌ لِمَا بَيْنَهُنَّ إِذَا اجْتَنَبَت الْكَبَائِرَ» ([1]).
فاتقوا الله، عباد الله وراجعوا أنفسكم وحاسبوا أنفسكم: وتوبوا من ذنوبكم وسيئاتكم، فإن التوبة تجب ما قبلها من الكفر والشرك والكبائر وسائر المعاصي، قال الله جل وعلا: ﴿لَّقَدۡ كَفَرَ ٱلَّذِينَ قَالُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ ثَالِثُ ثَلَٰثَةٖۘ وَمَا مِنۡ إِلَٰهٍ إِلَّآ إِلَٰهٞ وَٰحِدٞۚ وَإِن لَّمۡ يَنتَهُواْ عَمَّا يَقُولُونَ لَيَمَسَّنَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ مِنۡهُمۡ عَذَابٌ أَلِيمٌ ٧٣ أَفَلَا يَتُوبُونَ إِلَى ٱللَّهِ وَيَسۡتَغۡفِرُونَهُۥۚ وَٱللَّهُ غَفُورٞ رَّحِيمٞ ٧٤﴾ [المائدة: 73- 74]، وقال جل وعلا: ﴿قُلۡ يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسۡرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِمۡ لَا تَقۡنَطُواْ مِن رَّحۡمَةِ ٱللَّهِۚ إِنَّ ٱللَّهَ يَغۡفِرُ ٱلذُّنُوبَ جَمِيعًاۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلۡغَفُورُ ٱلرَّحِيمُ ٥٣ وَأَنِيبُوٓاْ إِلَىٰ رَبِّكُمۡ وَأَسۡلِمُواْ لَهُۥ مِن قَبۡلِ أَن يَأۡتِيَكُمُ ٱلۡعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ ٥٤﴾ [الزمر: 53، 54].
([1]) أخرجه: مسلم رقم (233).