×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

لا تطيقون حر الرمضاء وحر الهجير، فكيف تطيقون حر نار جهنم؟ والعياذ بالله، فتذكروا بهذا الحر حر نار جهنم، ففروا إلى الله جل وعلا بالأعمال الصالحة التي تنجيكم من هذا الحر.

وقال صلى الله عليه وسلم: «إِذَا اشْتَدَّ الْحَرُّ فَأَبْرِدُوا بِالصَّلاَةِ، (يعني صلاة الظهر) فَإِنَّ شِدَّةَ الْحَرِّ مِنْ فَيْحِ جَهَنَّمَ» ([1]) وأخبر صلى الله عليه وسلم أن الله جعل للنار نفسين: نفسًا في الشتاء، وذلك أشد ما تجدون من البرد، ونفسًا في الصيف، وذلك أشد ما تجدون من الحر.

فإذا كنتم لا تطيقون حر الصيف ولا تطيقون برد الشتاء، فكيف تطيقون حر جهنم وزمهريرها؟ فعليكم بالفرار من النار بما يقيكم من حرها ومن زمهريرها، وذلك بطاعة الله سبحانه وتعالى، إنكم في هذه الدنيا إذا مسكم الحر تلجئون إلى المبردات والمكيفات لتخفف عنكم الحر، ولكن في جهنم لا محيد من حرها، ولا وسيلة تقي من عذابها، قال تعالى: ﴿ل لَوۡ يَعۡلَمُ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ حِينَ لَا يَكُفُّونَ عَن وُجُوهِهِمُ ٱلنَّارَ وَلَا عَن ظُهُورِهِمۡ وَلَا هُمۡ يُنصَرُونَ [الأنبياء: 39]، لا يستطيع أهل النار دفع شيءٍ من حرها، وليس عندهم وسائل تبريدٍ، وليس عندهم وسائل واقيةٌ من حر النار، يصلونها أبد الآباد، نسأل الله العافية والسلامة.

وكذلكم هذه النار التي توقدونها، إنها تذكر بنار جهنم، قال سبحانه وتعالى: ﴿أَفَرَءَيۡتُمُ ٱلنَّارَ ٱلَّتِي تُورُونَ ٧١ ءَأَنتُمۡ أَنشَأۡتُمۡ شَجَرَتَهَآ أَمۡ نَحۡنُ ٱلۡمُنشِ‍ُٔونَ ٧٢ نَحۡنُ جَعَلۡنَٰهَا تَذۡكِرَةٗ وَمَتَٰعٗا لِّلۡمُقۡوِينَ ٧٣ [الواقعة: 71- 73]، تذكر بنار جهنم، فإذا كنتم لا تطيقون حر هذه النار التي بين أيديكم وتنفرون منها، فكيف بنار جهنم؟ والعياذ بالله.


الشرح

([1])  أخرجه: البخاري رقم (512)، ومسلم رقم (615).