إن النبي صلى الله عليه وسلم حذر من التشبه بالكفار في دينهم وعباداتهم، فأخبر صلى الله عليه وسلم أن اليهود والنصارى يبنون المساجد على القبور، فحذر صلى الله عليه وسلم من هذه العمل وقال: «إِنَّ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ كَانُوا يَتَّخِذُونَ قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ وَصَالِحِيهِمْ مَسَاجِدَ، أَلاَ فَلاَ تَتَّخِذُوا الْقُبُورَ مَسَاجِدَ ! فإِنِّي أَنْهَاكُمْ عَنْ ذَلِكَ» ([1])، وقال صلى الله عليه وسلم: وهو في سياق الموت: «لَعْنَةُ اللهِ عَلَى الْيَهُودِ وَالنَّصَارَى؛ اتَّخَذُوا قُبُورَ أَنْبِيَائِهِمْ مَسَاجِدَ» ([2]).
وحذر صلى الله عليه وسلم من الغلو في حقه، والمبالغة في مدحه صلى الله عليه وسلم، كما كانت النصارى تغلو في المسيح، حتى اتخذوه إلهًا من دون الله، قال صلى الله عليه وسلم: «لاَ تُطْرُونِي كَمَا أَطْرَتِ النَّصَارَى ابْنَ مَرْيَمَ،(أي لا تزيدوا في مدحي ولا تغلوا في مدحي كما زادت النصارى في مدح نبيهم عيسى ) إِنَّمَا أَنَا عَبْدٌ فَقُولُوا: عَبْدُ اللهِ وَرَسُولُهُ» ([3]).
وحذر صلى الله عليه وسلم من التشبه بالكفار في أكلهم وشربهم، فنهى عن الأكل والشرب بالشمال؛ لئلا يتشبه الإنسان بالشيطان ويتشبه بالكفار، وأمر بالأكل باليمين، والشرب باليمين.
ونهى صلى الله عليه وسلم عن حلق اللحى وتغذية الشوارب، لأن هاتين صفة المشركين وصفة الأعاجم، قال صلى الله عليه وسلم: «أَعْفُوا اللِّحَى، وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ، خَالِفُوا الْيَهُودَ، خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ» ([4])، وإحفاء الشوارب: قصها، وإعفاء اللحى، تركها كما خلقها الله سبحانه وتعالى، جمالاً للرجال، وفارقةً بينهم وبين النساء وفي إعفائها مخالفةٌ للكفار والمشركين في هديهم وسماتهم.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (532).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد