ونهى صلى الله عليه وسلم عن التشبه بالكفار في كل ما هو من خصائصهم، في لباسهم، وفي مشيهم، وفي جلوسهم، وفي أكلهم وشربهم، وفي أسمائهم، فالتسمي بأسماء الكفار فيه مشابهةٌ لهم، وكذلك لبس اللباس الخاص بالكفار فيه تشبه بهم، وكذلك كل ما كان من عوائد الكفار الخاصة بهم، فإن المسلمين منهيون عن التشبه بهم فيه، وقد جعل الله لهم في دينهم ما فيه غنى لهم ورفعةٌ لهم في جميع الأمور، ﴿مَّا فَرَّطۡنَا فِي ٱلۡكِتَٰبِ مِن شَيۡءٖۚ﴾ [الأنعام: 38]، ﴿ٱلۡيَوۡمَ أَكۡمَلۡتُ لَكُمۡ دِينَكُمۡ وَأَتۡمَمۡتُ عَلَيۡكُمۡ نِعۡمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ ٱلۡإِسۡلَٰمَ دِينٗاۚ﴾ [المائدة: 3].
فالذي يتشبه بالكفار يزعم أن الإسلام ناقصٌ، وبذلك يلتمس الكمال عند الكفار، وهذا كفرٌ بنعمة الله سبحانه وتعالى الذي أتمَّ هذا الدين، وميزنا به عن جميع العالمين: ﴿فَٱسۡتَمۡسِكۡ بِٱلَّذِيٓ أُوحِيَ إِلَيۡكَۖ إِنَّكَ عَلَىٰ صِرَٰطٖ مُّسۡتَقِيمٖ ٤٣ وَإِنَّهُۥ لَذِكۡرٞ لَّكَ وَلِقَوۡمِكَۖ وَسَوۡفَ تُسَۡٔلُونَ ٤٤﴾ [الزخرف: 43، 44]، والذكر معناه الشرف، فهذا القرآن وهذا الدين شرفٌ لهذه الأمة ما تمسكت به، فإذا تخلت عنه واستوردت العادات والتقاليد من هدي أعدائها أذلها الله سبحانه وتعالى، وحرمها من النعمة العظيمة.
إنه يجب على المسلمين جماعاتٍ وأفرادًا، ولاةً ورعاةً، أن يتمسكوا بهذا الدين وبآدابه وأهدابه، وأن يعضوا عليه بالنواجذ، وأن يخالفوا المشركين ويخالفوا الوثنيين، ويخالفوا جميع طوائف الكفر، ويخالفوا الجاهلية في كل ما هو من عاداتهم وتقاليدهم الفاسدة، إن المسلمين بحاجةٍ إلى من يبصرهم بأمور دينهم، وأن يبين لهم ما يقع فيه التشبه، وما ليس فيه تشبهٌ؛ حتى يميزوا بين ما هو طيبٌ وما هو خبيثٌ، وحتى يتمسكوا بدينهم الذي جعله الله عزًا لهم، وشرفًا في الدنيا والآخرة.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد