أو الصور الفاتنة في الصحف والمجلات وبعض الكتب الخليعة، ففتنة النساء أشد الفتن على الأمم السابقة وعلى هذه الأمة، فهنَّ إذا لم يؤخذ على أيديهن، وسائل دمارٍ أشد من دمار القاذفات والقنابل والسلاح الفتَّاك، يدمرن البلاد بتبرجهن وخروجهن، ومخالطتهن للرجال، وتعرضهن للرجال، حتى تقع الفواحش، وإذا وقعت الفواحش في مجتمعٍ فإنه قد آذن بهلاكه، كما حل بالأمم السابقة.
وكذلكم من الفتن العظيمة، التي جدَّت في هذا الزمان: وسائل الإعلام باختلاف أنواعها، من فضائياتٍ وإذاعاتٍ، وصحفٍ ومجلاتٍ وكتبٍ خليعةٍ، تنتشر بين الناس، فيطلعون عليها، ويسمعونها، وينظرون إليها، فتؤثر في قلوبهم، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: «تُعْرَضُ الْفِتَنُ عَلَى الْقُلُوبِ كَالْحَصِيرِ عُودًا عُودًا، فَأَيُّ قَلْبٍ أُشْرِبَهَا -يعني أحبها- نُكِتَت فِيهِ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ، وَأَيُّ قَلْبٍ أَنْكَرَهَا نُكِتَت فِيهِ نُكْتَةٌ بَيْضَاءُ» ([1])، ثم تزيد هذه النكتة السوداء حتى يعمى القلب كله، وينطمس كله.
فهذه الوسائل التي جدَّت في هذا الزمان، وقرَّبت البعيد، وعرضت كل شرِّ ممكنٍ في العالم يُعرَض أمام الناس في المشارق والمغارب، وهذا من أعظم الفتن، ولا حول ولا قوة إلا بالله.
ووسائل الإعلام ليست فتنتها مقصورة على فتنة الشهوات، بل حتى فتن الشبهات، فإنها تفسد العقائد، وتنشر الخرافات، وتنشر الكفر والإلحاد والزندقة، بما يبث فيها من هنا وهناك، وأمم الكفر تستخدمها للتضليل، فتقذف فيها كل شرٍّ، وترسله إلى بلاد المسلمين.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (144).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد