إلى المسجد، فبلغ النبي صلى الله عليه وسلم خبره
فقال: «إِنَّ اللهَ قَدْ كَتَب لَكَ ذَلِكَ كُلَّهُ» ([1]).
وكانت بنو سلمة تبعد بيوتهم عن مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، فأرادوا أن
يشتروا بيوتًا قريبةَ من مسجد الرسول صلى الله عليه وسلم، فبلغ ذلك الرسول صلى
الله عليه وسلم فقال لهم: «يَا بَنِي سَلِمَةَ، دِيَارَكُمْ تُكْتَبْ
آثَارُكُمْ» ([2])، وأنزل الله تعالى في ذلك قوله تعالى: ﴿إِنَّا نَحۡنُ نُحۡيِ ٱلۡمَوۡتَىٰ
وَنَكۡتُبُ مَا قَدَّمُواْ وَءَاثَٰرَهُمۡۚ وَكُلَّ شَيۡءٍ أَحۡصَيۡنَٰهُ فِيٓ
إِمَامٖ مُّبِينٖ﴾ [يس: 12].
والله جل وعلا يقول: ﴿إِنَّمَا يَعۡمُرُ مَسَٰجِدَ ٱللَّهِ مَنۡ ءَامَنَ بِٱللَّهِ وَٱلۡيَوۡمِ ٱلۡأٓخِرِ وَأَقَامَ ٱلصَّلَوٰةَ وَءَاتَى ٱلزَّكَوٰةَ وَلَمۡ يَخۡشَ إِلَّا ٱللَّهَۖ فَعَسَىٰٓ أُوْلَٰٓئِكَ أَن يَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُهۡتَدِينَ﴾ [التوبة: 18]، فشهد الله جل وعلا بالإيمان لمن يتردد على المساجد لأداء الصلوات الخمس، وقال صلى الله عليه وسلم: «بَشِّرِ الْمَشَّائِينَ فِي الظُّلَمِ إِلَى الْمَسَاجِدِ بِالنُّورِ التَّامِّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ([3]) وهذا أمرٌ مهمٌ جدًا، ومغنمٌ للمسلم الذي يتردد على بيوت الله ليلاً ونهارًا، كلما سمع النداء؛ لأداء الصلوات الخمس، قال تعالى: ﴿فِي بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرۡفَعَ وَيُذۡكَرَ فِيهَا ٱسۡمُهُۥ يُسَبِّحُ لَهُۥ فِيهَا بِٱلۡغُدُوِّ وَٱلۡأٓصَالِ ٣٦ رِجَالٞ لَّا تُلۡهِيهِمۡ تِجَٰرَةٞ وَلَا بَيۡعٌ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِ وَإِقَامِ ٱلصَّلَوٰةِ وَإِيتَآءِ ٱلزَّكَوٰةِ يَخَافُونَ يَوۡمٗا تَتَقَلَّبُ فِيهِ ٱلۡقُلُوبُ وَٱلۡأَبۡصَٰرُ ٣٧ لِيَجۡزِيَهُمُ ٱللَّهُ أَحۡسَنَ مَا عَمِلُواْ وَيَزِيدَهُم مِّن فَضۡلِهِۦۗ وَٱللَّهُ يَرۡزُقُ مَن يَشَآءُ بِغَيۡرِ حِسَابٖ ٣٨﴾ [النور: 36-38]، وفي الحديث: أن من السبعة الذين يظلهم الله في ظله يوم القيامة: رجلاً قلبه معلقٌ بالمساجد.
([1]) أخرجه: مسلم رقم (663).