×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

تستر كامل جسمها عن الرجال الذين ليسوا من محارمها بما في ذلك الوجه والكفان، فالوجه أشد فتنةً، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿وَلۡيَضۡرِبۡنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَىٰ جُيُوبِهِنَّۖ وَلَا يُبۡدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوۡ ءَابَآئِهِنَّ أَوۡ ءَابَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآئِهِنَّ أَوۡ أَبۡنَآءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوۡ إِخۡوَٰنِهِنَّ أَوۡ بَنِيٓ إِخۡوَٰنِهِنَّ أَوۡ بَنِيٓ أَخَوَٰتِهِنَّ أَوۡ نِسَآئِهِنَّ أَوۡ مَا مَلَكَتۡ أَيۡمَٰنُهُنَّ أَوِ ٱلتَّٰبِعِينَ غَيۡرِ أُوْلِي ٱلۡإِرۡبَةِ مِنَ ٱلرِّجَالِ أَوِ ٱلطِّفۡلِ ٱلَّذِينَ لَمۡ يَظۡهَرُواْ عَلَىٰ عَوۡرَٰتِ ٱلنِّسَآءِۖ [النور: 31].

فحرم على المرأة أن تبدي شيئًا من جسمها عند رجل أو عند رجال ليسوا من محارمها؛ لما في ذلك من الفتنة، وكثير من النساء أصبحن اليوم لا يعبأن بهذا الأمر الإلهي، فيظهرن محاسنهن، ويظهرن مفاتنهن عند الرجال أو خارج بيوتهن، ويتباهين بذلك خصوصًا في حفلات الزواج، وفي بيوت الأفراح، وفي الأسواق التجارية، لا تبالي المرأة بما ظهر منها؛ لأن الشيطان يزين لها أن تعرض محاسنها ومفاتنها على شياطين الإنس وعلى كلاب البشر؛ لتفتنهم بذلك، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: «صِنْفَانِ مِنْ أَهْلِ النَّارِ لَمْ أَرَهُمَا: رِجَالٌ مَعَهُمْ سِيَاطٌ كَأَذْنَابِ الْبَقَرِ يَضْرِبُونَ بِهَا النَّاسَ، وَنِسَاءٌ كَاسِيَاتٌ عَارِيَاتٌ، مَائِلاَتٌ مُمِيلاَت، رُءُوسُهُنَّ كَأَسْنِمَةِ الْبُخْتِ الْمَائِلَةِ، لاَ يَدْخُلْنَ الْجَنَّةَ وَلاَ يَجِدْنَ رِيحَهَا» ([1])، يلبسن لباسًا غير ساتر ويلبسن ملابس فاتنةً تغري بالنظر إليهن، فهذه المرأة تعتبر سافرةً، وتعتبر هاتكةً للحجاب الذي جعله الله حمايةً لها وسورًا يحميها من كلاب البشر.

وقال سبحانه وتعالى: ﴿وَإِذَا سَأَلۡتُمُوهُنَّ مَتَٰعٗا فَسۡ‍َٔلُوهُنَّ مِن وَرَآءِ حِجَابٖۚ [الأحزاب: 53]، والمراد بالحجاب ما يستر المرأة من جدار أو باب،


الشرح

([1])  أخرجه: مسلم رقم (2128).