وكيف يتطهر من الحدث؛ لأجل الصلاة، ويتضمن كذلك أمره بالصلاة: إحضاره إلى
المساجد والصلاة مع المسلمين؛ ليألف المساجد، وليتعرف على إخوانه المسلمين،
وليكتسب من أخلاقهم الطيبة، وينشأ على ذكر الله عز وجل.
وكذلك أمر النبي صلى الله عليه وسلم بضربهم على ترك الصلاة عند بلوغ سن
العاشرة، ليذوقوا عقوبة المعصية إذا تركوا الصلاة، ويتضمن هذا ضربهم على كل ما
يخالف الأخلاق الكريمة والآداب الشرعية، فإن الضرب وسيلة من وسائل التربية، لكنه
الضرب المتوسط، الذي ليس فيه شدة تخرج عن المطلوب، ويحصل منه الضرر، ولا يكون
بالضرب الهين الذي لا أثر له، بل يكون ضربًا متوسطًا، ويكون بعدد محدود، خمس ضربات
إلى عشر ضربات متوسطة؛ حتى يذوق العقوبة على المخالفات، فيبغض المخالفات، ويبغض
المعاصي فالضرب وسيلة من وسائل التربية أهملها كثير من الناس، بزعمهم أنهم يرحمون
الأولاد، والرحمة إنما هي في تأديبهم، فتأديب الصغير يؤثر في نفسه، بغضًا
للمخالفات، ويعلم أن هناك عقوبات أشد عند الله سبحانه وتعالى، فينشأ على البعد عن
المخالفات.
وكذلك أوصى النبي صلى الله عليه وسلم بالتفريق بينهم في المضاجع إذا بلغوا
العشر، فإنهم لا يتركون ينامون جميعًا بعضهم إلى جانب بعض؛ لما يخشى أن تدب بينهم
الفتنة والشهوة، فيباعد فراش بعضهم عن فراش الآخر، فإذا كان الآباء مسؤولين عن
الأولاد في مراقدهم، فكيف لا يكونوا مسؤولين عن الأولاد في خروجهم من البيوت، وفي
مخالطتهم للناس؟ ولا سيما لأهل السفه والفساد والمعاصي؟
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد