إنه يجب على الآباء: أن يراقبوا أولادهم، وأن
يجنبوهم مجالس السوء وقرناء السوء، فليس استصلاحهم مقصورًا على البيوت فقط، وإنما
استصلاحهم خارج البيوت آكد وأشد، لا سيما في مثل هذا الزمان الذي كثرت فيه الفتن
وكثر فيه دعاة السوء والفساد، فيجب على الآباء أن يتابعوا أولادهم: أين يذهبون؟
وإلى من يجلسون ويجالسون؟ عليهم أن يتابعوا أولادهم ويجنبوهم المجامع المشبوهة ولا
يتركوهم إلا مع من يثقون بدينه وأمانته، فإن الأولاد رعية تحت آبائهم، قال صلى
الله عليه وسلم «كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْؤُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ» ([1]).
فكيف لو رأيت كثيرًا من الناس اليوم لا يبالون بأولادهم: أين يذهبون؟ ولا
من أين يأتون؟ وربما لا يأتون إلى البيوت إلا في آخر الليل، أو بعد صلاة الفجر،
ولا يدري من أين جاءوا؟ ولا إلى أين ذهبوا؟ فلا حول ولا قوة إلا بالله، من أين
يرجى الصلاح مع هذا الإهمال العظيم؟!
فاتقوا الله عباد الله في أولادكم، واعلموا أنكم مسؤولون عنهم، فكيف بالآباء الذين يجلبون لأولادهم ما يفسدهم في البيوت، يجلبون لهم الصور الخليعة، ويجلبون لهم الدشوش التي تبث فيهم أنواع الفتنة وأنواع الشرور، من مختلف محطات العالم الماجنة، تصب في بيوتهم، وعلى مرأى ومسمع منهم، وتفسد أولادهم، وتفسد أهل بيوتهم، وهم راغبون في ذلك، ويعتبرونه من التقدم، ويعتبرونه من المدينة، ويعتبرونه من الحرية إنه من التمدن الممقوت، والتمدن المذموم، فإن التمدن الصحيح هو: ما جاء به الإسلام، وما جاء في آداب الإسلام، هذا هو
([1]) أخرجه: البخاري رقم (853).
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد