من السماء جزاء بما كسبت أيديهم، فكما منعوا حق الله سبحانه وتعالى في
أموالهم منع الله فضله عنهم، وليسوا في غنى عن الله سبحانه وتعالى طرفة عين.
ولهذا من منع الزكاة جحدًا لوجوبها، فإنه يكفر ويرتد عن دين الإسلام، ويجب
استتابته، فإن تاب وأدى الزكاة وإلا فإنه يُقتل مرتدًا خارجًا عن دين الإسلام، وإن
منعها بخلاً بها مع إقراره بوجوبها، فإنه يلزم بإخراجها، ويعزر بما يراه ولي أمر
المسلمين رادعًا له، ولو أدى ذلك إلى قتاله، كما قاتل أبو بكر الصديق رضي الله عنه
وصحابة رسول الله، قاتلوا مانعي الزكاة حتى أخذوها منهم قهرًا.
فأمر الزكاة ليس بالأمر الهين، وبعض الناس قد يتساهل بشأن الزكاة، خصوصًا
إذا كانت زكاة ماله مبالغ كثيرة، قد يكون عند الإنسان الملايين والمليارات من
الأموال، فتكون زكاتها مقدارًا كثيرًا، فيتثاقل عن إخراجه، فلا يخرجه كاملاً، أو
لا يخرج منه شيئًا، فيسبب ذلك هلاكه وهلاك غيره من الناس؛ لأن الله سبحانه وتعالى
يغار إذا انتُهكت محارمه، ويغضب سبحانه وتعالى إذا تُركت فرائضه وارتُكبت محارمه،
وغضب الله جل وعلا لا يقوم له شيء.
فاتقوا الله عباد الله، وحاسبوا أنفسكم، وأخرجوا زكاة أموالكم، طيبة بها
نفوسكم، أخرجوها كاملة، لا يكفي فيها الخرص والتخمين، بأن يقدر الإنسان مقدارًا من
المال ويقول: هذا يكفي أو ربما أن هذا أكثر من الذي يجب عليِّ، أو ينقص قليلاً. لا
يجوز التقدير والتخمين لا بد من الحساب، أن يحسب الإنسان حسابًا دقيقًا ما عنده من
الأموال عند رأس الحول، من النقود ومن البضائع فيجرد البضائع التي عنده للبيع،
يجردها واحدة واحدة، ويقدر أثمانها بما تساوي عند تمام
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد