تحيط به ذنوبه فلا يغتر ويقول: أنا تبت إلى الله، أنا تائب إلى الله، وينسى
ذنوبه الماضية، بل عليه أن يخاف منها دائمًا وأبدًا.
الشرط الثالث: العزم في المستقبل أن لا
يعود إلى المعاصي، فإن كان في نيته وقلبه أنه سيعود إلى المعاصي في المستقبل، فإن
توبته مردودة؛ لأنها توبة الكذابين؛ لأن التائب توبة صحيحة لا يعود إلى الذنوب،
فيجب عليه أن يعزم وينوي ويعتقد بقلبه أنه لن يعود إلى المعاصي، فإن علم الله منه
أنه ينوي العودة إلى المعاصي إذا تمكن منها، فإن الله لا يقبل توبته؛ لأنه ما تاب
على الحقيقة فيعزم ألا يعود إلى المعاصي ما بقي حيًا ولكن لو حصل منه عود بعد
العزم والتصميم، فليكرر التوبة إلى الله عز وجل، كلما أذنب، فإنه يتوب إلى ربه
سبحانه وتعالى.
وهذا إذا كانت الذنوب بين العبد وبين الله سبحانه وتعالى، فإنها تشترط لها
هذه الشروط الثلاثة؛ حتى تكون توبة صحيحة.
وإن كانت الذنوب بينه
وبين الناس،
بأن ظلمهم، أو أخذ أموالهم، أو تكلم في أعراضهم، أو ضربهم، أو ظلمهم بأي نوع من
الظلم والاعتداء، فلا بد من شرط رابع، وهو: أن يرد المظالم إلى أهلها، أو
يطلب منهم المسامحة، فإن سمحوا وإلا فلا بد أن يرد عليهم حقوقهم، وإلا فإن حقوق
العباد لا بد فيها من القصاص عند الله سبحانه وتعالى، فقد جاء في الحديث: أن
أناسًا يوم القيامة يأتون بأعمال جليلة من الطاعات أمثال الجبال، فيأتي وقد ظلم
هذا، وضرب هذا، وأخذ مال هذا، فيقتص لهذا من حسناته، ولهذا من حسناته، ولهذا من
حسناته، فإن فنيت حسناته ولم يقض ما عليه من المظالم، فإنه يؤخذ من سيئات
المظلومين، وتطرح عليه، فيطرح في النار.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد