القيام بمهمة التدريس وائتمنوكم عليها، ودفعوا لكم الأموال؛ لتتفرغوا لها، والآباء سلموكم أولادهم وفلذات أكبادهم، فاتقوا الله فيهم، فإنهم ما داموا بين أيديكم في المدرسة، فأنتم المسؤولون عنهم، فاحفظوا وقتهم بما ينفعهم، ألزموهم بطاعة الله سبحانه وتعالى وطاعة رسوله صلى الله عليه وسلم، ألزموهم بدراسة المقررات التي هي سبب في ثقافتهم، واستعدادهم لتحمل المسئوليات في المستقبل. أنتم المسؤولون عنهم في هذه المهمة العظيمة، فإن مهمة التدريس من أعظم المهمات، فالمسؤولون في المدارس من المديرين والمراقبين، كلهم مسؤولون أعظم المسؤولية، ومحمّلون بأمانة هي من أعظم الأمانات.

فاتقوا الله أيها المدرسون، اعلموا أنكم مسؤولون ومحاسبون عن هذه الأمانة التي حُملتهم إياها، اتقوا الله في أولاد المسلمين، كونوا قدوة صالحة في أنفسكم؛ حتى يقتدي بكم طلابكم، فإن الطالب يقتدي بمعلمه، في الصلاح أو في الفساد، فكونوا قدوة صالحة في أنفسكم؛ حتى تؤثروا فيهم، وحتى تكونوا قدوة لهم. لا يكن همكم الوظائف والترقيات فقط، دون أن تدفعوا الثمن لذلك.

أيها المسلمون: اعلموا أن الكفار يخططون لأولادكم، يخططون لشباب المسلمين لإفسادهم؛ لأنهم يعلمون أن مجتمع المسلمين يقوم على الشباب، فمن الشباب يكون القادة، ويكون القضاة، ويكون الدعاة إلى الله، ويكون المجاهدون في سبيل الله، إذا صلحوا واستقاموا.

فالكفار يعلمون ما لشباب المسلمين من أهمية؛ فلذلك يوجهون إليهم وسائل التدمير ووسائل الفساد، يحاولون تغيير المناهج الدراسية بأن يحولوها من مناهج إسلامية إلى مناهج كفرية، ومناهج أجنبية؛ 

---

الشرح