×
الخطب المنبرية في المناسبات العصرية الجزء الخامس

 وأن لا يتركوهم مفلسين مضيعين، يهيمون في الشوارع وفي الأسواق، أو يسهرون على قيل وقال وعلى سيء الأعمال، فيتأكد في حق أولياء أمور البيوت أن يوقظوا أهل بيوتهم للمشاركة في قيام هذه العشر المباركة، كما كان النبي صلى الله عليه وسلم يوقظ أهله، وهذا شيء يغفل عنه كثيرٌ من الناس اليوم، فلا يهتمون بهذه العشر، بل يضيعون هذه الليالي المباركة فيما يعود عليهم بالضرر.

وكان صلى الله عليه وسلم يخص هذه العشر بالاعتكاف، والاعتكاف معناه: البقاء في المسجد ليلاً ونهارًا، ولا يخرج إلا لحاجته التي لا بد له منها، ثم يرجع ويبقى في المسجد؛ ليتفرغ للعبادة وتلاوة القرآن وصلوات النوافل، وذكر الله عز وجل كان يتفرغ من أشغال الدنيا، ويخلو بربه عز وجل في هذه العشر، فما زال صلى الله عليه وسلم يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى فارق الدنيا.

وكان المسلمون يقتدون به في إحياء هذه السنة، فيعتكفون في المساجد ويطلبون من الله سبحانه وتعالى خيره وبره؛ لأن هذا هو موسم الجنة الذي يفوت إذا ضُيع، فكانوا يعتكفون في المساجد، أو على الأقل يكثرون من الجلوس فيها إذا سنحت لهم فرصة، فإنهم يمضون غالب وقتهم في المساجد لتلاوة القرآن، ولذكر الله، وللصلوات، والعبادات، وينقطعون عن الناس والانشغال بأمور الدنيا، وما هي إلا أيام قلائل يحصلون فيها على خيرات كثيرة وأجور عظيمة.

ومن خصائص هذه العشر المباركة: أنها أرجى ما تكون فيها ليلة القدر التي قال الله سبحانه وتعالى فيها: ﴿إِنَّآ أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةٖ مُّبَٰرَكَةٍۚ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ ٣ فِيهَا يُفۡرَقُ كُلُّ أَمۡرٍ حَكِيمٍ ٤ [الدخان: 3، 4]، أخبر سبحانه أنه أنزل


الشرح