القرآن في هذه الليلة، وهذا يدل على شرفها، حيث خصها الله بإنزال القرآن
الكريم، ثم وصفها بأنها مباركة، والرب جل وعلا إذا وصف الشيء بأنه مبارك، فإنه لا
نهاية لبركته وخيراته.
وأخبر سبحانه أنه: يفرق فيها كل أمر حكيم. أي: تقدر فيها أمور السنة وما
يجري في السنة؛ وذلك لأن الله سبحانه وتعالى يأمر الكتبة أن يكتبوا ما يجري في
السنة، نقلاً من اللوح المحفوظ الذي كتب الله فيه كل شيء.
وقال سبحانه وتعالى: بسم الله الرحمن الرحيم: ﴿إِنَّآ
أَنزَلۡنَٰهُ فِي لَيۡلَةِ ٱلۡقَدۡرِ ١ وَمَآ أَدۡرَىٰكَ مَا
لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ ٢ لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ خَيۡرٞ
مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ ٣ تَنَزَّلُ ٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ
وَٱلرُّوحُ فِيهَا بِإِذۡنِ رَبِّهِم مِّن كُلِّ أَمۡرٖ ٤ سَلَٰمٌ هِيَ حَتَّىٰ مَطۡلَعِ ٱلۡفَجۡرِ ٥﴾ [القدر: 1- 5]، ذكر في هذه
السورة صفات عظيمة لهذه الليلة:
أولاً: أنه سماها ليلة القدر، أي
أنها ذات قدر عند الله، وقيل: ليلة القدر؛ لأنها تقدر فيها الآجال والأعمار
والأرزاق وما يجري في السنة.
ثم فخم من شأنها وعظم فقال ﴿وَمَآ
أَدۡرَىٰكَ مَا لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ﴾ [القدر: 2] هذا تفخيم لها وتعظيم لها.
ثم قال جل وعلا: ﴿لَيۡلَةُ ٱلۡقَدۡرِ
خَيۡرٞ مِّنۡ أَلۡفِ شَهۡرٖ﴾ [القدر: 3] أي: العمل في هذه الليلة خير من العمل في ألف شهر، وألف الشهر
إذا حسبت بالسنين، فإنها تكون ثلاثة وثمانين عامًا وأربعة أشهر، إذا أمضاها المسلم
في العمل الصالح كلها لا يفتر فيها، فإن العمل في ليلة واحدة، هي ليلة القدر، لمن
وفقه الله، خير من العمل في هذه المدة الطويلة والعمر المديد، ومن يزهد في هذا
الثواب العظيم إلا من حرمه الله.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد