فأما المواقيت الزمانية: فهي هذه الأشهر.
وأما المواقيت المكانية: فهي المواقيت الأرضية التي
وقتها رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهي: ذو الحليفة لأهل المدينة، والجحفة لأهل
الشام والمغرب ومصر، ويلملم لأهل اليمن، وقرن المنازل لأهل نجد ومن جاء عن طريقهم،
وذات عرق لأهل العراق ومن جاء من طريقهم، فلا يجوز لمن أراد الحج أو العمرة أن
يتجاوز هذه المواقيت إلا وهو محرم، سواء كان يسير في الأرض، أو يطير في الجو، أو
يمشي مع البحر، إذا حاذاها: فإنه يحرم من محاذاتها، وهذا مما يدل على عظمة هذا
الحج، وأن الله جعل له هذه المواقيت الزمانية والمكانية.
ومما يدل على عظمة الحج: أن الله سبحانه وتعالى حرم
القتال من أجله، حتى يتمكن الناس من أدائه؛ لأنهم كانوا في الجاهلية يتقاتلون
دائمًا، ويغير بعضهم على بعض، ويقطعون الطرق، إلا أنهم يعترفون بالحج ويحجون، فحرم
الله عليهم القتال في أربعة أشهر، قال الله سبحانه وتعالى: ﴿إِنَّ عِدَّةَ ٱلشُّهُورِ
عِندَ ٱللَّهِ ٱثۡنَا عَشَرَ شَهۡرٗا فِي كِتَٰبِ ٱللَّهِ يَوۡمَ خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ
وَٱلۡأَرۡضَ مِنۡهَآ أَرۡبَعَةٌ حُرُمٞۚ ذَٰلِكَ ٱلدِّينُ ٱلۡقَيِّمُۚ فَلَا
تَظۡلِمُواْ فِيهِنَّ أَنفُسَكُمۡۚ﴾ [التوبة: 36]، فجعل منها أربعة حرمًا وهي: ذو القعدة وذو الحجة والمحرم
ورجب. ثلاثة سرد، وواحد فرد، فهذه الثلاثة المتوالية: ذو القعدة، وذو الحجة،
والمحرم، حرم القتال فيها؛ لأجل أن يتمكن الناس من أداء الحج، فقبله شهر وهو ذو
القعدة؛ من أجل أن يتمكن المسافرون من أماكن بعيدة من أن يصلوا إلى الحج وشهر يؤدى
فيه، وشهر بعده وهو المحرم؛ من أجل أن يعودوا إلى بلادهم في أمان.
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد