اللهِ تعالى التي وصَف بها
نفسَه، ولا يجوزُ تمثيلُها بصفاتِ المخلوقين، بل هو سبحانه {لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ﴾[الشورى: 11]، ليس كمثلِه شيءٌ لا في ذاتِه ولا في صفاتِه ولا
في أفعالِه.
وقال نعيمٌ بنُ حمادٍ الخُزَاعي: من شبَّه اللهَ بخلقِه فقد
كَفَر، ومن جَحَد ما وصفَ اللهُ به نفسه فقد كَفر، وليس في ما وصفَ اللهُ به نفسَه
ورسولُه تشبيهًا.
ومذهبُ السَّلفِ بين مذهبين، وهُدَى بين ضلالتين: إثباتِ
الصفاتِ ونفي مماثلةِ المخلوقات؛ فقوله: {لَيۡسَ كَمِثۡلِهِۦ شَيۡءٞۖ﴾[الشورى: 11]؛ ردَّ على أهلِ التشبيهِ والتمثيل، وقولُه: {وَهُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ﴾[الشورى: 11]؛ رَدٌّ على أهلِ النفي
والتعطيل؛ فالمُمثِّلُ أعْشَى؛ والمُعطِّلُ أعْمى؛ المُمثِّلُ يعبدُ صنمًا،
والمُعطِّلُ يعبدُ عَدَمًا،
***
قولُ أهلِ السُّنةِ وقولُ
مُخَالفيهم في أسماءِ اللهِ وصفاتِه
يقول الشيخُ تقيُّ الدِّينِ ابنُ تيمية رحمه الله، في بيانِ
مذهبِ أهلِ السُّنةِ ومذهبِ المخالفين لهم في أسماءِ اللهِ وصفاتِه، فيقول في ذلك:
وقد اتَّفقَ جميعُ أهلِ الإثباتِ على أنَّ اللهَ حيٌّ حقيقةً،
عليمٌ حقيقةً، قديرٌ حقيقةً، سميعٌ حقيقة، بصيرٌ حقيقةً، مُريدٌ حقيقةً، متكلِّمٌ
حقيقة، حتى طائفة من المعتزِلةِ النُّفاةِ للصِّفات قالوا: إنَّ اللهَ متكلِّمٌ
حقيقة، كما قالوا مع سائرِ المسلمين: إنَّ اللهَ عليمٌ حقيقة، قديرٌ حقيقة، بل
ذهبَ طائفةٌ منهم كأبي العباسِ الناشي إلى أنَّ هذه الأسماءَ حقيقةٌ للهِ مَجازٌ
للخَلْق.
وأمَّا جمهورُ المعتزلةِ مع المُتكلِّمَةِ الصِّفاتية من
الأشعريةِ الكلابيةِ
الصفحة 1 / 458