في سره وجه الخصوص بعد هذا التحقيق والتوكيد فليُعَزِّ نفسه في
الاستدلال بالقرآن والفهم.
***
التفضيل بين خديجة وعائشة
رضي الله عنهما
سُئل ابنُ تَيْمِيَّةَ رحمه الله عن خديجة وعائشة أُمَّيِ
المؤمنين أيهما أفضل؟ فأجاب: بأن سَبْق خديجة وتأثيرَها في أول الإسلام ونصرَها
وقيامَها في الدِّين لم تَشْرَكْها فيه عائشةُ ولا غيرُها من أمهات المؤمنين.
وتأثير عائشة في آخر الإسلام وحَمْل الدِّين وتبليغه إلى الأمة
وإدراكها من العلم ما لم تَشْرَكْها فيه خديجةُ ولا غيرُها، وقد تميزت به عن
غيرها.
ثم قال: وأفضل نساء هذه الأمة خديجة وعائشة وفاطمة، وفي تفضيل
بعضهن على بعض نزاع، وخديجة وعائشة من أزواجه، فإذا قيل - بهذا الاعتبار - إن جملة
أزواجه أفضل من جملة بناته كان صحيحًا؛ لأن أزواجه أكثر عددًا والفاضلة فيهن أكثر
من الفاضلة في بناته.
وقال أيضًا رحمه الله: وأما نساء النَّبيّ صلى الله عليه وسلم
فلم يقل إنهن أفضل من العشرة إلاَّ أبو محمد بن حزم، وهو قول شاذ لم يسبقه إليه أحدٌ،
وأنكره عليه من بلغه من أعيان العلماء، ونصوص الكتاب والسُّنة تُبْطُل هذا القول،
وحُجَّته التي احتج بها فاسدة؛ فإنه احتج على ذلك بأن المرأة مع زوجها في درجته في
الجنة، ودرجة النَّبيّ صلى الله عليه وسلم أعلى الدرجات؛ فيكون أزواجه في درجته!
وهذا يوجب عليه أن يكون أزواجه أفضل من الأنبياء جميعهم، وأن تكون زوجة كل رجل من
أهل الجنة أفضل ممن هو مثله، وأن يكون من يطوف على النَّبيّ صلى الله عليه وسلم من
الصفحة 1 / 458
ذكر الفقهاء رحمهم الله ما يشترط في الإمام والخطيب بأن يكون مؤهلاً تأهيلاًً علمياً ومن أهم ذلك أن يكون مجيداً لقراءة كتاب الله عز وجل عارفاً بمعانيه ، وأن يكون فقيهاً ولو على الأقل بأحكام الصلاة وما ينوبها وما يحتاجه الإمام في صلاته هذا الحد