الموت لكان عيسى في ذلك كسائر المؤمنين؛ فإن الله يقبض أرواحهم
ويعرج بها إلى السماء؛ فعُلم أن ليس في ذلك من خاصية، وكذلك قوله: {وَمُطَهِّرُكَ مِنَ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ﴾[آل عمران: 55]
ولو كان قد فارقت روحه جسده لكان بدنه في الأرض كبدن سائر الأنبياء أو غيره من
الأنبياء، وقد قال تعالى في الآية الأخرى: {وَقَوۡلِهِمۡ إِنَّا قَتَلۡنَا ٱلۡمَسِيحَ
عِيسَى ٱبۡنَ مَرۡيَمَ رَسُولَ ٱللَّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَٰكِن
شُبِّهَ لَهُمۡۚ وَإِنَّ ٱلَّذِينَ ٱخۡتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكّٖ مِّنۡهُۚ مَا
لَهُم بِهِۦ مِنۡ عِلۡمٍ إِلَّا ٱتِّبَاعَ ٱلظَّنِّۚ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينَۢا
١٥٧ بَل رَّفَعَهُ ٱللَّهُ إِلَيۡهِۚ
وَكَانَ ٱللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمٗا ١٥٨﴾[النساء: 157- 158]؛ يبين أنه رفع بدنه وروحه كما ثبت في «الصَّحيِح»
أنه ينزل بدنه وروحه؛ ولهذا قال من قال من العلماء: {إِذۡ قَالَ ٱللَّهُ يَٰعِيسَىٰٓ
إِنِّي مُتَوَفِّيكَ﴾[آل عمران: 55]؛ أي: قابض روحك وبدنك، يقال: تَوَفَّيت
الحساب واستوفيته، ولفظ التَّوفِّي لا يقتضي نفسُه تَوَفِّي الروح دون البدن ولا
توفيهما جميعًا إلاَّ بقرينة منفصلة.
وقد يُراد به تَوَفِّي النوم؛ كقوله تعالى: {ٱللَّهُ يَتَوَفَّى ٱلۡأَنفُسَ حِينَ مَوۡتِهَا وَٱلَّتِي لَمۡ تَمُتۡ فِي
مَنَامِهَاۖ﴾[الزمر: 42]، وقوله: {وَهُوَ ٱلَّذِي يَتَوَفَّىٰكُم بِٱلَّيۡلِ
وَيَعۡلَمُ مَا جَرَحۡتُم بِٱلنَّهَارِ﴾[الأنعام: 60]، وقوله: {حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ تَوَفَّتۡهُ رُسُلُنَا﴾[الأنعام: 61].
***
رَدُّ الخرافات حول أَبَوَي
النَّبيّ صلى الله عليه وسلم
وسُئل الشيخُ رحمه الله: هل صح عن النَّبيّ صلى الله عليه وسلم
أن الله تبارك وتعالى أحيا له أبويه حتى أسلما على يديه، ثم ماتا بعد ذلك؟
فأجاب: لم يصحَّ ذلك عن أحد من أهل الحديث، بل أهل المعرفة
الصفحة 1 / 458