وقوله: {رَّضِيَ ٱللَّهُ عَنۡهُمۡ وَرَضُواْ عَنۡهُۚ﴾[المائدة: 119]، وقوله: {وَإِن لَّمۡ تَغۡفِرۡ لَنَا
وَتَرۡحَمۡنَا﴾[الأعراف: 23]، {وَقُل رَّبِّ ٱغۡفِرۡ وَٱرۡحَمۡ﴾[المؤمنون:
118]، {وَٱعۡفُ عَنَّا وَٱغۡفِرۡ لَنَا وَٱرۡحَمۡنَآۚ﴾[البقرة: 286]،
وكَذلِكَ قوله: {خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ﴾[البقرة: 164]، {لِمَا خَلَقۡتُ بِيَدَيَّۖ﴾[ص: 75]،
وقوله: {ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ﴾[الأعراف: 54]، {وَجَآءَ رَبُّكَ وَٱلۡمَلَكُ صَفّٗا صَفّٗا﴾[الفجر: 22]، {هَلۡ يَنظُرُونَ إِلَّآ أَن يَأۡتِيَهُمُ ٱللَّهُ فِي ظُلَلٖ مِّنَ ٱلۡغَمَامِ
وَٱلۡمَلَٰٓئِكَةُ﴾[البقرة: 210].
وفي الأحاديث شيء كثير.
فالناس فيه على قولين:
أحدهما: وهو قول المُعتَزِلَة
والكُلاَّبِيَّة والأَشعَرِيَّة، وكثير من الحَنبلِيَّة، ومَن اتَّبَعَهم من
الصُّوفية والفُقَهاء وغيرهم، أن هذا القسم لا بُدَّ أنْ يُلحَق بأحَدِ القِسمَيْن
قَبلَه؛ فيكون إمَّا قديمًا قائمًا به عند مَن يُجَوِّز ذلك، وهم الكُلاَّبِيَّة،
وإمَّا مَخلُوقًا مُنفَصِلاً عنه ويمتنع عنه ويمتنع أن يقوم به نعتٌ أو حالٌ أو
فِعلٌ أو شيءٌ ليس بقديم، ويُسَمُّون هَذِه المسألةَ مسألةَ حُلولِ الحَوادِث
بذَاتِه.
الثاني: مَذهَب
الصِّفاتِيَّة أهلِ السُّنَّة وغَيرِهم الذين يَرَون قِيامَ الصِّفات به فيقولون:
له مشيئة قديمة وكلام قديم.
***
الرد على القائلين بخَلْق
القرآن
قال الشيخ رحمه الله في مَعرِض ردِّه على القائلين بخَلْق
القرآن، قال: وعبد العزيز بن يحيى الكناني صاحب «الحيدة» و«الرد على الجَهمِيَّة
والقدرية»، كلامه في «الحَيدة» و«الرَّدُّ على الجَهمِيَّة» يحتمل ذلك؛ فإن مضمون «الحيدة»
أنه أبطل احتجاج بِشْرٍ المَرِيسِيِّ بقوله:
الصفحة 1 / 458